لفهم طبيعة هذه المرحلة وتحليل دلالاتها، يمكن إدراج ما بعد الطوفان ضمن مسار الصدمات التاريخية المؤسسة التي شكّلت الوعي العربي الحديث
ما بعد الطوفان؛ أزمة عابرة!
ظلّ العالم العربي، على امتداد تاريخه الحديث، مسرحاً لصراعات متعاقبة تعيد صياغة بناه السياسية والفكرية بين الحين والآخر، وكذلك تعيد تشكيل وعي شعوبه بقضايا الهوية والمصير. وقد مثّل طوفان الأقصى (7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023) زلزالاً سياسياً أعاد تحريك هذا المسار التاريخي المضطرب، من خلال الكشف مجدداً عن عمق العطلة التاريخية التي تشلّ العالم العربي عن الحركة والتأثير والفاعلية، وعن حجم الهوة في موازين القوة بينه وبين خصومه، وعن إخفاق البنى السياسية والاجتماعية والثقافية في بناء مشروع نهضوي حقيقي.ا
هذا بطبيعة الحال، سيفتح باب السجالات الفكرية والسياسية لعقود قادمة حول أسباب هذا العجز البنيوي وسبل تجاوزه، ويثير مجدداً أسئلة وجودية كبرى حول موقع العرب في التاريخ، وحدود قدرتهم على الفعل، ومدى استعدادهم لإنتاج مواقف واستراتيجيات تتجاوز الشعارات التقليدية إلى بناء واقع جديد.ا
ما بعد طوفان الأقصى: صدمة حضارية ثالثة، وحدث تأريخي مؤسِّس
لفهم طبيعة هذه المرحلة وتحليل دلالاتها، يمكن إدراج ما بعد الطوفان ضمن مسار الصدمات التاريخية المؤسسة التي شكّلت الوعي العربي الحديث. تلك الصدمات التي فجّرت هذا الوعي بفواته الحضاري ودفعت نخبه ومجتمعاته إلى مساءلة الذات ومراجعة المفاهيم الكبرى كالهوية، والتحديث، والدولة، والتحرير، والنهوض. واستناداً إلى هذه المعاينة، يمكن تتبّع حلقات هذا المسار منذ لحظاته الأولى التي فجّرت وعي العرب بواقعهم المتأخر، مروراً بلحظات الانهيار القومي، وصولاً إلى هذه اللحظة الراهنة التي تعيد طرح الأسئلة ذاتها في سياق أشدّ تعقيداً.ا
شكّلت حملة نابليون على مصر والشام (1798 – 1801) صدمة البداية وولادة سؤال النهضة، على اعتبار أنها أول صدمة حضارية كبرى أدت إلى انكشاف تخلف الدولة العثمانية والولايات العربية عن خصومهم الغربيين. فكانت إحدى اللحظات المؤسسة في التاريخ العربي الحديث، التي أطلقت شرارة أسئلة النهضة، وما زالت أصداؤها تتردد حتى اليوم. ثم بعد ما يزيد عن قرن ونصف، وقعت نكسة حزيران 1967 التي مثلت صدمة الهزيمة وتفكك مشروع الدولة الوطنية. كانت النكسة هي الصدمة الثانية الكبرى في الوعي الجمعي العربي، إذ لم تكن مجرد هزيمة عسكرية أمام "إسرائيل"، بل لحظة انهيار رمزي لمشروع الدولة الوطنية العربية الحديثة، أدخلت العرب في دوامة من النقد الذاتي، وأسست لعقود من الإحباط السياسي والفكري، ما زال تأثيره قائماً حتى اللحظة.ا
واليوم، يبدو ما "بعد طوفان الأقصى" امتداداً لهذا النمط من اللحظات الفارقة، بحيث يمكن عنونته بـ"صدمة الانتصار المنقلب وعودة سؤال الفوات". فقد بدا طوفان الأقصى في لحظاته الأولى فعلاً ثورياً مباغتاً، محملاً بشحنات رمزية استثنائية، حقّقانتصاراًميدانياًنوعياًوغيرمسبوق في تاريخ المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي. لكنه، سرعان ما تحوّل إلى مرآة جديدة لانكشاف العجز البنيوي العربي: عجز عن تحويل المبادرة العسكرية إلى مكاسب سياسية، وفشل مدوٍّ في تأمين حماية ذاتية لشعوب المنطقة، وكذلك فشل في بلورة استراتيجية شاملة تتجاوز اللحظة الميدانية إلى بناء قوة مستدامة. وهذا، أعاد التأكيد على محدودية الفعل الجماعي العربي، محوّلاً هذا النصر اللحظي إلى صدمة حضارية ثالثة كبرى، شبيهة بما مثّلته حملة نابليون 1798 ونكسة 1967 في تاريخ الوعي العربي. وبهذا، دخل الطوفان سجلّ "لحظات الصدمة المؤسسة" في التاريخ العربي الحديث من أوسع أبوابه.ا
من الصدمة إلى الانكشاف: ما بعد طوفان الأقصى ونهاية دورة الأفكار المؤسسة
إن ما بعد الطوفان لا يمثّل مجرد صدمة تاريخية، ولا هو مجرد تحول في دينامية الصراع العربي الإسرائيلي، بل هو أيضاً لحظة فارقة تتكشف معها حدود الأيديولوجيات الكبرى التي حملت، على مدى قرنين من الزمان، أحلام العرب في النهوض والتحرر. ومع هذا الحدث وما تلاه، يبدو وكأن دورة الأفكار المؤسسة التي حكمت التاريخ العربي الحديث في طريقها للوصول إلى أفق مسدود، وهي تستنزف رصيدها الرمزي والسياسي في مواجهة التحديات المصيرية. ويمكن تلمس هذا الجانب في حقبة ما بعد الطوفان من خلال تفكك المشروع القومي العربي، أو ما يمكن أن نطلق عليه ما بعد العروبة، وأفول اليسار العربي، ووصول الإسلام الساسي إلى مأزق شبه مقفل.ا
تفكك المشروع القومي العربي
يبدو من الواضح أن المشروع القومي، الذي كان ذات يوم تجسيداً لطموح الوحدة، تعرّض لانتكاسات متتالية أفقدته قدرته على التأثير؛ فمن نكسة 1967 إلى خروج مصر من معادلة الصراع عبر اتفاق كامب ديفيد، ثم تفكك العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، فانهيار الدولة في ليبيا واليمن في أعقاب الربيع العربي، وصولاً إلى سقوط نظام الأسد في سوريا أواخر 2024، تلقى هذا المشروع ضربة قاضية لما تبقى من رمزيته القومية.ا
أفول اليسار العربي
بموازاة المشروع القومي وصعود نداءات العدالة الاجتماعية والتحرر من الاستعمار، كان اليسار العربي يبرز كأحد أهم مشاريع التغيير في العالم العربي مستنداً إلى الماركسية في صورها المحلية. طرح اليسار العربي مشاريع للتحول الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وكان حاضراً بقوة في صفوف المقاومة ضد الاستعمار. غير أن هذا المدّ بدأ في الانحسار مع نهايات القرن العشرين، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وانكشاف فشل التجارب اليسارية في أكثر من بلد عربي. لم تنجح الأحزاب اليسارية في التحول إلى قوى جماهيرية ذات قاعدة شعبية، وتركز حضورها في أوساط النخب الثقافية دون أن تطرح مشروعاً تنموياً أو تحررياً ناجحاً، وظلت بلا قاعدة شعبية أو رؤية بديلة فعالة.ا
مأزق الإسلام السياسي
في أعقاب أفول المشروعين القومي واليساري، تقدّمت الأيديولوجيا الإسلامية بمختلف أطيافها: الإخوانية، الجهادية، والمقاومة، لسدّ الفراغ. غير أن التجارب التي حملت هذه العناوين ما لبثت أن ضعفتالواحدة تلو الأخرى. فقد مثّل سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر في 3 تموز/ يوليو 2013، بداية نهاية الرهان على الإسلام السياسي الإصلاحي أو البرلماني، بينما تحولت ذروة التجربة الجهادية من خلال الدولة الإسلامية في العراق والشام (2014 – 2019) إلى كارثة إنسانية وسياسية عميقة، كشفت مأزق العنف الأيديولوجي وانعدام المشروع الحضاري.ا
ثم جاء طوفان الأقصى ليكشف عن مأزق آخر: مأزق الإسلام السياسي المقاوم، كما مثّله نموذج المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان. فعلى الرغم مما حمله هذا النموذج من بشائر النصر لما يزيد عن عقدين من الزمن، وما بعثه في الوعي الجمعي العربي من صورة الاقتدار على تحقيق إنجازات حقيقية ولو موضعية، سرعان ما بدأت بالانحسار هي الأخرى تحت وطأة الردود الإسرائيلية الوحشية بعد الطوفان في ظل ميزان قوى مختلّ ودعم دولي منقطع النظير للخصم، وكذلك بسبب افتقار البيئة العربية لأدوات التثمير السياسي للمبادرة العسكرية، فانتهى إلى مأزق بلا أفق. وهكذا، فإن فكرة المقاومة الإسلامية ذاتها بدأت تدخل طور التآكل، خصوصاً مع تعاظم اعتقاد غالبية الشارع العربي بأن هذه الأيديولوجيا، تخفق كسابقاتها في التقدم بمشروع جماعي أو منظومة متكاملة لتأمين حماية ذاتية فعالة في مواجهة التحديات.ا
من تداعي الأيديولوجيات إلى سلام العاجزين: خرائط الصراع في الذاكرة العربية
في السياق ذاته، لا يمكن فهم واقع ما بعد الطوفان دون ربطه بالبنية الصراعية التي حكمت العالم العربي خلال العقود السبعة الماضية. فقد شهدت المنطقة خمسة أنماط صراعية متعاقبة زمانياً دون أن يمنع ذلك تداخلها أحياناً:ا
أولاً – الصراع العربي الإسرائيلي (1948 – 1973): منذ إعلان قيام دولة إسرائيل، طغت فكرة المواجهة مع الاحتلال على الوعي العربي، وتجسدت في سلسلة حروب نظامية كبرى: حرب 1948، العدوان الثلاثي 1956، نكسة 1967، ثم حرب أكتوبر 1973 التي مثّلت ذروة هذا النمط من الصراع، قبل أن يدخل طور الخفوت والتحوّل.ا
ثانياً – صراع الأنظمة مع الأنظمة (1973 – 1991): أعقب حرب أكتوبر تغير استراتيجي، تمثل في تفكك وحدة الموقف العربي، مع توقيع مصر اتفاقية السلام وانقسام المواقف الإقليمية. وتجلّت التناقضات الإقليمية في الحرب العراقية الإيرانية، والتناحر بين البعثين في سوريا والعراق، وبلغت ذروتها مع غزو العراق للكويت عام ١٩٩٠ واستدعاء التدخل الدولي.ا
ثالثاً – صراع الحركات الإسلامية مع الدول (1991 – 2001): برزت الحركات الإسلامية فاعلاً سياسياً وميدانياً جديداً، سواء في فلسطين ولبنان عبر المقاومة المسلحة، أو من خلال الحركات الجهادية العابرة للحدود التي تضخّمت بعد تجربة أفغانستان. ثم بلغت هذه المرحلة ذروتها بأحداث ١١ سبتمبر، التي أعادت تشكيل نظرة العالم للمنطقة، وأعادت ضبط أولويات الأمن والسياسة فيها.ا
رابعاً – الصراع المذهبي السني الشيعي (2001 – 2011): مع الغزو الأمريكي للعراق، تمدّد النفوذ الإيراني وتحوّل إلى معادِل سياسي وعسكري فعّال. تصاعد الاستقطاب الطائفي في العراق ولبنان واليمن، وبرزت لحظات فارقة، أبرزها مشهدية إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، بما حملته من رمزية طائفية فجّرت التوترات المذهبية، ورسّخت انقسامات جديدة في بنية المجتمعات العربية.ا
خامساً – صراع الشعوب مع الأنظمة (2011 – 2024): شكّلت ثورات الربيع العربي لحظة مفصلية في علاقة الشعوب بالحكم. طالبت الجماهير بإسقاط بعض أنظمة الاستبداد، فبدأ نمط جديد من الصراع بين الجماهير والأنظمة. لكن سرعان ما تحوّلت هذه الموجة إلى ما يشبه الحروب الأهلية المركّبة بلغت ذروتها في سوريا، حيث اختلط السياسي بالمذهبي والإقليمي، وتداخلت فيها كل طبقات الصراع السابقة.ا
في ضوء هذا المسار التاريخي المركّب، يأتي طوفان الأقصى كتحدٍّ جديد يطرح أسئلة مفتوحة: هل يُدشّن الطوفان نمط صراعي جديد ومختلف؟ أم أنه يمثل بوابة انتقال إلى طور غير صراعي مؤقت، تسوده دعوات للسلام والتطبيع، تحت عنوان "سلام الضرورة" و"حتمية التطبيع"، في ظل واقع عربي منهك وموازين قوى مختلّة.ا
من خرائط الصراع إلى خرائط الأفكار: التيارات السياسية في سباق ما بعد الطوفان
إلى جانب هذه التحولات في خرائط الصراع، وبموازاة التحولات الجيوسياسية، تشهد الساحة الفكرية والسياسية العربية اليوم تنافساً متزايداً بين أربع تيارات رئيسية، لكل منها تصور مغاير لطبيعة التحديات، ومداخل الحلول:ا
· يتمثّل التيار الأول في الخط الثوري الذي يضع الكرامة والتحرر في قلب الفعل السياسي، ويرى في المقاومة (بمختلف أشكالها) وسيلة لاستعادة السيادة والعدالة (تجارب المقاومة في فلسطين ولبنان نموذجاً).ا
· أما التيار الثاني، المحافظ، فيركّز على الازدهار الاقتصادي ورفاهية الفرد، ويعتبر أن الحفاظ على الدولة واستقرار النظام أولوية قصوى، حتى لو تطلب الأمر تقديم تنازلات سياسية، بما في ذلك القبول بالتطبيع (النموذج السعودي والإماراتي).ا
· في المقابل، يطرح التيار التحرري أولوية الحرية السياسية، ويرى أن الأولوية هيللإصلاح الداخلي الحقيقي والانتقال الديمقراطي، معتبراً أن الاستبداد أصل الداء (مقاربات برهان غليون وعزمي بشارة نموذجاً).ا
· وينضم إلى هذه الاتجاهات تيار رابع، هو التيار النهضوي الذي يطالب بمشروع طويل الأمد يرتكز على التعليم، وبناء المؤسسات، وإصلاح الفكر، ويوازن بين المبادئ الأخلاقية والضرورات الواقعية (مشاريع جاسم سلطان وعبد الكريم بكار كنماذج أيضاً).ا
تتنافس هذه التيارات اليوم على تشكيل وعي الشعوب وتوجيه بوصلتها، في ظل واقع مأزوم تاريخياً، مثقل بالإخفاقات، ويفتقر إلى مشروع جماعي جامع. وقد يكون ما بعد طوفان الأقصى لحظة فارقة، لا فقط في خطوط النار، بل في خرائط الأفكار أيضاً.ا
في المحصّلة، لا يمكن اعتبار مرحلة ما بعد الطوفان مجرد منعطف عابر في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، أو مجرد محطة إضافية في سلسلة الإخفاقات المتكررة. إنها لحظة تكشف محدودية ما تبقى من أدوات الماضي، لكنها قد تفتح المجال، في الوقت ذاته، لتفكير جديد، أكثر واقعية وعمقاً، يتجاوز الخطابات الشعاراتية.ا
وعلى الرغم من الصيغة التشاؤمية الطاغية على هذا المقال، إلا أنه ليس دعوة للتشاؤم، بل هو محاولة لتوصيف واقع مرير، تكشّفتصورته أكثر قسوة بعد طوفان الأقصى، بمادفعه العرب مجدداً من ثمن باهظ نتيجة هروبهم المزمن من الاشتباك الجاد مع رباعية مصيرية: الحرية، والحداثة، والحرب، وبناء الدولة على أسس صحيحة وواقعية. فقد ظلّت هذه القضايا إما مؤجلة، أو مواربة، أو خاضعة للمساومات الأيديولوجية التي عجزت عن إدراك طبيعة اللحظة التاريخية. ومن نافذة المقولة الشهيرة، "في كل محنة منحة"، نقول التالي: بين الصدمة والانكشاف، ثمة دائماً هامش لاحتمال التأسيس، إن وُجد العقل النقدي، والإرادة الجمعية، والرؤية التي تتجاوز اللحظة إلى بناء مشروع عربي حقيقي، يُدرك موقعه من العالم، ويعيد تعريف ذاته خارج دوائر التبعية والتكرار.ا
أما بالنسبةللتيارات الأيديولوجية العربية، على اختلاف مشاربها، والتي لعبت دوراً في تنفيس فكرة المواجهة المباشرة بين الجماهير والأنظمة، حين استهلكت طاقات التغيير في مشاريع مؤجلة، أو شعارات معلّقة، أو نماذج مستحيلة، فإن فكرة تراجعها وانكشاف محدودية أدواتها، لا يعني استقرار سؤال المصير العربي بيد الأنظمة الحاكمة، بقدر ما ينذر بمرحلة جديدة قد تكون فيها المواجهة بين الشعوب والأنظمة أكثر حدّة من كل ما سبق.ا
كذلك الأمر فيما يتعلق بقضيتي التطبيع والسلام، فإن كانت المؤشرات الراهنة ترجح أن يتجه المشهد العربي نحو سلام العاجزين،إلا أن هذا السلام طالما أنه لا ينبع من رؤيا استراتيجية أو وعي مصلحي عربي جامع، بل من شعور عميق بالعجز والقصور، ناتج عن غياب البدائل لا عن قناعة بالمسار، فهو سلام واهن لن يتحقق إذا كان على حساب تحقيق العدالة لشعوب هذه المنطقة.ا
أما عن التيارات السياسية المتنافسة على مستقبل المشاريع السياسية في المنطقة، فهي رغم تباينها، تعكس في مجموعها تعدد المقاربات داخل المجتمعات العربية، وتعبّر عن تمزق الوعي الجمعي بين خط المقاومة، وخط الديمقراطية، وخط النهضة البنيوية، وخط الازدهار والرفاهية. وقد يكون مستقبل المنطقة رهيناً بقدرتها على صياغة مشروع جامع يستوعب عناصر القوة في كل اتجاه، ما قد يفتح أفقاً لتجاوز العجز، وكسر الحلقة التاريخية للفشل المزمن.ا
Related Posts
كاتب فلسطيني