يَعتبر زامير بحثه هذا "ثمرة جهد واسع" من القراءة والتعمق ودراسة التحدي الإيراني، ويستند فيه إلى خبرته الطويلة في المناصب المختلفة في جيش الاحتلال الاسرائيلي، مما سمح له تخصيص فصل كامل من البحث (الفصل الخامس منه) للخبراء والمتخصصين "الذين يمكنهم الاطلاع بشكل معمق على الإطار النظري للصراع الطويل والممتد
الحرب الإقليمية على نفوذ إيران في الشرق الأوسط
يَعتبر زامير بحثه هذا "ثمرة جهد واسع" من القراءة والتعمق ودراسة التحدي الإيراني، ويستند فيه إلى خبرته الطويلة في المناصب المختلفة في جيش الاحتلال الاسرائيلي، مما سمح له تخصيص فصل كامل من البحث (الفصل الخامس منه) للخبراء والمتخصصين "الذين يمكنهم الاطلاع بشكل معمق على الإطار النظري لـ"الصراع الطويل والممتد"، وهي الاستراتيجية المفترضة التي يقترحها زامير لمواجهة إيران.
ساعد زامير في بحثه هذا كلاً من: روب ساتلوف رئيس معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ودينيس روس مهندس عملية السلام في الشرق الأوسط في عهد الرئيسين الأميركيين جورج بوش - الأب - وبيل كلينتون، بالإضافة إلى مايكل آيزنشتات رئيس البرنامج العسكري في معهد واشنطن، وإيهود يعاري الكاتب والمحلل الإسرائيلي، وعاموس جلعاد رئيس الدائرة الأمنية والعسكرية في وزارة الحرب الإسرائيلية، فضلاً عن جملة من المحررين والخبراء السياسيين.
وقد جاء بحث زامير هذا عام 2022 متزامناً مع حدثين أثّرا بنحو كبير في واقع الساحة الإقليمية والعالمية. الحدث الأول، هو الحرب الروسية - الأوكرانية التي تطورت إلى أزمة عالمية. أما الثاني، فما حُكي وقتها عن إمكانية العودة إلى اتفاقية "الحد من البرنامج النووي الإيراني" التي وُقعت عام 2015 بين إيران والقوى العظمى، وألغيت عام 2018، فترة رئاسة ترامب الأولى. يرى زامير أن العودة إلى الاتفاقية النووية مع إيران قد تضخ طاقة جديدة لطهران تعزز من طموحات للهيمنة على الشرق الأوسط وتقويض الاستقرار الإقليمي والعالمي. فإيران تسعى للحصول على قدرات وأسلحة نووية، وفي الوقت نفسه تقوم بتطوير قدرات عسكرية تقليدية قوية ومتطورة، بما في ذلك قدرات إطلاق نيران دقيقة لمديات بعيدة، وتستثمر في التوسع الإقليمي عبر "وكلائها" لتوسيع نفوذها، وهذه الرؤية بحسب زامير متجذرة في رؤية الثورة الإسلامية الإيرانية.
إن النظام الإيراني، بحسب زامير، يعمل على تقويض الاستقرار وترسيخ الهيمنة الإقليمية. وترى طهران في التنازلات والاتفاقيات إجراءات مؤقتة و"تحايلات" تضطر إليها في طريق تحقيق رؤيتها. على سبيل المثال، تُعتبر اتفاقية الحد من البرنامج النووي في عيون الإيرانيين تنازلاً مؤقتاً، وبما أن الاتفاقية لم تشمل القضايا الإقليمية، فإن التحولات الاقتصادية، بما في ذلك تدفق مليارات الدولارات إلى ميزانيتها، ستستغلها إيران لتوسيع نفوذها الإقليمي، والاستثمار في مواصلة تطوير مشروع الصواريخ، وتعزيز الردع، ومواصلة تقويض الاستقرار الإقليمي بالأدوات المتنوعة التي طورتها. بمعنى آخر، حتى إذا ما تم تعليق محور معين في الاستراتيجية الإيرانية الشاملة مؤقتاً، فإن المحاور الأخرى تظل نشطة، وستظل الطريق لتحقيق الرؤية الثورية مستمرة.
في ضوء ذلك، يتعين على الكتلة المناهضة لإيران بقيادة الولايات المتحدة و"الدول المهدَّدة من قبل طهران" تحدي الاستراتيجية الإيرانية. طالما استمرت إيران في أنشطتها الإقليمية السلبية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر (وكلاء، أنشطة سرية، سيبرانية)، فإن على مثل هذه المواظهة أن تظل مفتوحة ومستمرة باضطراد.
تركز الدراسة التي أجراها زامير، على حرس الثورة الإسلامية باعتباره "مركز الثقل" النظام الإيراني وجهازه المركزي في إدارة سياسات طهران الإقليمية. برأيه، تشكل منظمة الحرس أساس جميع محاولات العدوان في المنطقة. لذا، فإن إضعاف الحرس سيؤدي إلى تقليل قدرة إيران على "الإضرار في الإقليم". ويدعو زامير إلى تبني استراتيجية تغيّر نمط التفكير الحالي، وتبني مفاهيم وأنماط عمل جديدة، كما وتطور رؤية لحملة إقليمية متكاملة.
برأيه كذلك، ثمة تطورات وفرص تعزز هذه الرؤية في المعسكر المناهض لإيران، بما في ذلك "اتفاقات إبراهام"، كما وانضمام "إسرائيل" إلى القيادة المركزية التابعة للجيش الأمريكي (USCENTCOM). الفكرة في جوهرها دفاعية ووقائية، ولكن من أجل تحقيق النجاح في "ردع المعتدي ووقف عدوانه" بحسب زامير، ثمة ضرورة لدمج نهج استباقي منهجي يسهم في ردع إيران وإعادتها إلى حدودها. وعليه، ينبغي للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط إظهار القوة والردع من خلال تطوير قوة ردع إقليمية، وإفهام طهران أن أي استفزاز سيُقابل برد حازم وحاسم.
بحسب زامير، ثمة جيشان في إيران يعملان جنباً إلى جنب: الأول هو الجيش النظامي الإيراني، الذي يتبع لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة ويتألف من فروع البحرية، والجوية، والدفاع الجوي، والبرية، ويضم حوالي 420 ألف جندي. ومهامه هي الأمن الروتيني، وحماية حدود البلاد، والاستعداد لحرب تقليدية ضد أعداء خارجيين. أما الجيش الآخر في إيران، فهو منظمة حرس الثورة الإسلامية، وهو الجيش الإيراني الإقليمي الذي تواجهه الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وبعض الدول العربية.
يضع زامير في ورقته هذه الرؤية العامة لـ"صراع طويل وممتد" متعدد الجبهات والمجالات، بحيث لا يوجد في هذا الصراع مركز ثقل واحد. فيما يفترض أن نهج "الحملة المستمرة" الذي يعرض له ينبغي يُعتمد لتقديم استجابة شاملة للتحدي الذي تطرحه إيران، وهو ما يتطلب تركيز الجهود وتعاوناً إقليمياً منسقاً ومشتركاً. برأيه، ستحدد نتائج هذه الحملة مستقبل الشرق الأوسط ومن سيسيطر عليه لعقود قادمة. والحملة مصيرية بشكل خاص للدول المهدَّدة بطموحات التوسع الإيرانية، والتي ينبغي أن تواجه إيران الآن، بقوات مشتركة، قبل فوات الأوان.
يرى زامير أن مشروع البرنامج النووي الإيراني وسباق طهران للحصول على القنبلة هو مشروع أساسي وحيوي للنظام لحماية بقائه. ومع ذلك، فإن النظام مستعد لإجراء تنازلات تكتيكية، وتأجيل تحقيق الهدف إلى وقت لاحق، والوصول إلى اتفاقات مؤقتة تخدم استراتيجيته طويلة المدى.
لذا، فإن إضعاف محور إيران الراديكالي، ودفعه بعيداً عن مناطق النفوذ، وإلحاق الضرر بمراكز قوته، وموقعه، وبناه التحتية، وقدراته، لا شك سيؤمن إمكانية لتحسين طويل الأمد في الواقع الجيوسياسي والأمني الإقليمي. إن إضعاف نموذج "المقاومة" سيدفع إيران بعيداً عن مناطق نفوذها الإقليمي، وسينعكس على المنظمات المتطرفة مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحركة حماس في غزة، وسيسمح للدول في المعسكر المؤيد لأمريكا والمهدَّدة من قبل المحور الراديكالي بتعزيز سيادتها وتحسين الاستقرار والواقع السياسي والأمني الإقليمي.
ولتحقيق هذا الهدف، يجب التحرك الآن! هناك حاجة إلى قيادة إقليمية، وإلى "مشغل نظامي"، وإلى التفكير "خارج الصندوق"، كما وتبني أنماط عمل مختلفة بدءاً من الآن، بالتنسيق والعمل المشترك الذي سيسمح بالاستغلال الأمثل لكافة القدرات المشتركة. إن واقع تستمر فيه كل دولة بالعمل بمفردها ودون تنسيق، يعني استمرار التشتت، وعدم استغلال القوة الكاملة، وعدم التركيز، والاستقرار في وضع وسيط يعكس الضعف ويلعب لصالح الاستراتيجية الإيرانية التي ستستمر في السعي لتقسيم وإضعاف المعسكر المؤيد لأمريكا، وإلحاق الضرر بإسرائيل.
- النظام الإيراني:
في القلب من رؤية الأمن الإيرانية وأهدافها طويلة المدى، يكمن ضمان بقاء نظام الجمهورية الإسلامية واستمرارية الحكم. لكن النظام الإيراني، على عكس معظم دول العالم، لا يكتفي بتحقيق الأهداف الوطنية داخل حدود دولته فحسب، بل يسعى إلى تصدير الثورة، وتوسيع نفوذه بشكل فعال، وفرض أيديولوجيته المتطرفة باستخدام وسائل عنيفة.
إن طموح التوسع الإيراني ليس تطوراً حدث مع مرور السنوات، بل هو جزء أساسي من رؤية الثورة الإيرانية التي قادها آية الله سيد روح الله موسوي الخميني. في الأساس الأيديولوجي للثورة، ترسخت فكرة أن الثورة الإيرانية هي رسالة يجب نشرها خارج إيران. وقد أوضح ذلك جيداً نادر أوسكوفي (Nader Uskowi) في كتابه "الحرارة ترتفع"، حيث وصف لقاءً بينه وبين آية الله الخميني في مكان منفاه في ضواحي باريس في نوفمبر 1978، قبل أشهر قليلة من الثورة وعودته إلى بلاده كزعيم للجمهورية الإسلامية الإيرانية. في هذا اللقاء، يُنقل عن (الإمام) الخميني قوله: “الثورة ليست في إيران فقط، بل هي ثورة المنطقة بأكملها”.
في هذا السياق، تشمل رؤية الأمن الإيرانية إظهار القوة، وردع أعداء إيران، ومنع الحرب المباشرة على أراضيها. إيران حساسة ومترددة للغاية بشأن أي هجوم مباشر على أراضيها. فالحرب على الأراضي الإيرانية يمكن أن تعزز التماسك الوطني حول النظام، ولكنها في الوقت نفسه قد تزيد من النقد والمعارضة الداخلية. ذكرى الحرب بين العراق وإيران، والخسائر البشرية الكبيرة التي سقطت في المعارك لا تزال محفورة في الوعي الوطني. لذلك، فإن أحد المكونات الرئيسية في رؤية الأمن الوطني هو مبدأ نقل الحرب إلى أرض العدو، وإنشاء "حزام أمني" يمنع التهديدات على حدودها الجغرافية.
في هذا الإطار، تعمل إيران باستمرار على تعزيز الدفاع عن حدودها البرية والجوية والبحرية، وعن أصولها الاستراتيجية. وتعمل بشكل نشط على عدة مستويات لتصدير الثورة الإسلامية، وتوسيع نفوذها الإقليمي، والوصول إلى وضع الهيمنة والسيطرة الإقليمية.
لقد تبنى النظام الإيراني نهج "المقاومة النشطة"، وعمل بمنهجية هجومية في ظل مرونة تشغيلية، مع استغلال الفرص تصل حتى حدود "المشي على الحافة". ومع ذلك، فإن النظام يتجنب تجاوز هذه الحدود، ويعمل بصبر، وعبر عمليات صنع قرار منظمة، وفقاً للظروف الإقليمية والجيوسياسية.
إن النظام الإيراني معادٍ لدولة إسرائيل ("الشيطان الأصغر") وللغرب والثقافة الغربية، ويرى في الولايات المتحدة ("الشيطان الأكبر") العدو الرئيسي والتهديد الأكبر له. كما يحاول نظام طهران تصوير نفسه كمدافع عن الشيعة، وفي صراع مستمر وتاريخي على الهيمنة الإقليمية مع بعض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية.
مصالح إيران في الساحة الإقليمية:
- ضمان بقاء النظام وتقليل التهديدات الخارجية.
- إظهار القوة، وردع أعدائها من العمل ضد إيران نفسها.
- ترسيخ الهيمنة الإقليمية وتوسيع النفوذ السياسي والمكانة الدولية.
- تصدير الثورة الإسلامية وتوسيع معسكر المقاومة.
- تعزيز صورة "مدافع عن الطائفة الشيعية".
- دفع الولايات المتحدة للخروج من المنطقة.
- إضعاف قوة الدول العربية التي تعتمد على الولايات المتحدة.
- السيطرة على الموارد وتوسيع الإمكانات الاقتصادية.
- تدمير "دولة إسرائيل".
من هنا يتطلع زامير لاستراتيجية صراع طويل وممتد" مع إيران، استناداً لمفهوم "الصراع الطويل والممتد" بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، والتي أُطلق عليها اسم "الحرب الباردة" التي انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه.
على المستوى الاستراتيجي، يعني "الصراع الطويل والممتد" صراعاً عنيفاً متعدد الأبعاد والمجالات. إنه حملة مفتوحة ومتطورة غير محدودة بالزمان والمكان، بين خصمين أو أكثر من الدول على النفوذ والقوة والسيطرة. ومن خصائص هذا الصراع الطويل والممتد أنه لا يوجد له موعد انتهاء، على أن تتم مراكمة الإنجازات مع مرور الوقت. كما أنه ممتد بمعنى أن الصراع ديناميكي ويتطور بشكل مستمر، حيث كل عمل أو سلسلة أعمال تخلق واقعاً جديداً. لذا، يتطلب هذا الصراع تنسيق جميع الجهود الدبلوماسية والاستراتيجية مضافة إلى العمليات والتكتيكات لتحقيق الإنجازات المتراكمة مع مرور الوقت.
مبادئ الصراع الطويل والممتد:
حدد "إل براندز" (Brands) في مقاله "الفن المفقود للمنافسة طويلة الأمد" 12 مبدأ لتطبيق مفهوم "الصراع الطويل والممتد"، والتي تنطبق أيضاً في إدارة الحملة الإقليمية ضد إيران، هي:
- التمسك برؤية النصر.
- استغلال وتعزيز المزايا غير المتناظرة أمام الخصم.
- الوقوف على الجانب الصحيح من منحنى التكاليف.
- تبني الأيديولوجيا التنافسية.
- تنافس بشكل شامل وكلي.
- العمل بشكل متعدد الأطراف.
- استغلال الوقت على المستوى الاستراتيجي.
- معرفة النفس والخصوم بعمق.
- تنظيم القدرة التي تسمح بالتفكير والتخطيط للأمام والخلف.
- فهم أن "الصراع الطويل والممتد" هو عمل نظامي.
- تقدير الجهد طويل الأمد والوقت الممتد.
- التذكر بشكل دائم أن المنافسة والصراع ليسا مترادفين.
الحملة في الشرق الأوسط والمنافسة بين القوى العظمى:
يجب النظر إلى الصراع بين المحاور في الشرق الأوسط وتحديده على أنه "صراع طويل وممتد"، كما أن الحملة بين المعسكرات في الشرق الأوسط وبين القوى العظمى العالمية على النفوذ والسيطرة مترابطة ومؤثرة على بعضها البعض.
أهداف الحملة:
عزل وإضعاف الخصم بشكل مستمر حتى استسلامه.
إجبار الخصم على تغيير أنماط عمله، وقبول شروط خصومه، وفقدان الدافع لمواصلة القتال بسبب التكلفة العالية التي تفرضها الحملة عليه.
الأهداف الإستراتيجية في مواجهة إيران:
- وقف توسع إيران في دول المنطقة وإجبارها على العودة إلى حدودها.
- إضعاف قوتها الإقليمية ثقافياً واقتصادياً وعسكرياً.
- إخضاعها لقرارات المجتمع الدولي.
المبادئ السبعة: كيفية هزيمة إيران في المنطقة
في الوقت الحالي، ثمة زخم إيجابي إقليمي وفهم متزايد بين دول الشرق الأوسط بأن هدف "إضعاف إيران وسلب قدراتها الإقليمية" هو هدف حيوي. نظرًا لأهمية هذا الهدف وإلحاحه، ينبغي أن يتم تأجيل المصالح الأخرى للدول المهددة مؤقتاً. كما ينبغي تعزيز التطورات الإقليمية الإيجابية بحيث تتحد جميعها أمام الهدف المشترك الأكبر، الذي يمثل التهديد الأكثر أهمية للأمن القومي لدول المنطقة.
لدور الولايات المتحدة وقيادتها مكانة حيوية ومركزية في هذه المعركة، وعلى الولايات المتحدة أن تعكس قوتها، وتعزيز قدرتها على الردع، وأن تكون الراعي الرئيسي للتجمع ضد العدو المشترك. وتجدر الإشارة إلى أن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يحتاجون إلى الدعم الأمريكي وتأثيرها لتنفيذ أساليب العمل بشكل فعال لتحقيق الهدف. فالمحور الراديكالي المؤيد لإيران ليس متجانساً كما قد يبدو أحياناً. فلحلفاء إيران مصالح متضاربة، وخلافات، نقص في السيطرة، وصدامات قوة داخلية وإيديولوجية، سواء في إيران أو بين الجماعات الشيعية في الشرق الأوسط. لذا، يمكن استغلال هذه العوامل لإضعاف المحور الراديكالي وتفكيكه.
من منظور الرؤية النظامية لـ"الصراع الطويل والممتد"، فإن الاتجاهات طويلة المدى للعوامل المؤثرة، مثل معدلات المواليد، الديموغرافيا، الاقتصاد، والمناخ، لا تعمل لصالح إيران التي تسعى للهيمنة الإقليمية القائمة على القوة والقدرة الوطنية. ونظرًا للتقارب الذي حدث بين الكتلة المعادية لإيران، فإن بعض أساليب العمل والمبادئ أصبحت بالفعل في مراحل حوار وكسر للحواجز. ومع ذلك، هناك حاجة لتسريع تنفيذها وتبني خطوات نظامية إضافية سيتم عرضها. حتى إذا لم يتم تبني جميع المقترحات بالكامل، فإن هناك أهمية كبيرة لمجرد دراستها، وللتجمع المشترك للمحور العربي-الإسرائيلي-الأمريكي، وتطوير وتعزيز التعاون متعدد الأوجه.
مبادئ الحملة
لتحقيق الهدف، يُقترح تبني أساليب العمل التالية كخطوط إرشادية:
أولاً: تبني "النهج النظامي" وفكرة "الصراع الطويل والممتد"، والعمل كتحالف. فالتنظيم الإقليمي، بناء وتعزيز التحالفات ضد المحور الإيراني، وتبني استراتيجية عمل منسقة وشاملة وطويلة المدى. كما ثمة حاجة للاعتراف بتعريف الجهات الفاعلة ذات الصلة بأن المعركة ضد إيران و"وكلائها" هي "صراع إقليمي طويل وممتد".
ثانياً: ضرب متعدد الأبعاد لحرس الثورة الإسلامية. نظرًا لأن هذه المنظمة هي "مركز الثقل" للنظام، فإن إضعاف قدراتها سيؤدي إلى إضعاف إيران في الشرق الأوسط. لذا، يجب استهداف قدرات المنظمة بشكل متعدد الأبعاد ومتعدد المجالات، سواء داخل إيران نفسها أو في الساحة الإقليمية.
ثالثاً: تبني فكرة "الردع المرن والمباشر"، بما يعني حرمان إيران من القدرة على العمل بأسلوب "النهج غير المباشر"، وإزالة الغموض وقدرة الإنكار عن أفعالها المزعزعة في المنطقة، وتعزيز الردع ضدها من خلال العمل المباشر معها. أي أن الضربات ضد دولة ذات سيادة عضو في التحالف عبر أحد وكلاء إيران ستسمح بضربات مباشرة ضد إيران نفسها.
رابعاً: العزل الاستراتيجي، بما يعني عزل الوكلاء الإقليميين الإيرانيين، تطويقهم، وعزلهم، وإضعافهم، وخلق انقسام بين طهران ووكلائها، وعرض صفقات لوقف أنشطة الوكلاء في الدولة المستهدفة.
خامساً: ممارسة ضغط شامل على النظام الإيراني، يشمل ممارسة ضغط شامل لإضعاف النظام كرد على أعمال الإرهاب التي يروج لها في المنطقة، كجزء من الحملة الإقليمية وبمعزل عن المفاوضات والاتفاقيات المتعلقة بالمشروع النووي.
سادساً: توسيع نظام "المعركة بين الحروب" إلى حملة إقليمية، من خلال تبني النموذج والخبرة الإسرائيلية لتوسيع مفهوم "المعركة بين الحروب" إلى رؤية إقليمية تهدف إلى إضعاف إيران، حرس الثورة، وقدراتها الإقليمية من خلال عمليات "ذات مستوى منخفض" تحت عتبة الحرب، مع الحفاظ على "مساحة الإنكار".
سابعاً: قيادة حملة إيديولوجية- ثقافية في المنطقة، كجزء رئيسي من الحملة من خلال خوض معركة على "قلوب" الطوائف، والقبائل، والسكان، وبشكل خاص بين أبناء الطائفة الشيعية.
Related Posts
صحيفة الخندق