فجر التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 2024، وبعد ساعات قليلة من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد؛ أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "سهم باشان" لتدمير مقدرات الجيش السوري السابق، والسيطرة على "المنطقة العازلة" منزوعة السلاح منذ 1974، اليوم وبعد أكثر من عشرة أشهر، يوسع الاحتلال الإسرائيلي نطاق سيطرته جنوبي سوريا على نحو متسارع عبر السيطرة على طول مواقع "فض الاشتباك" بين خطي "برافو" من الجانب السوري، و"ألفا" من الجانب الإسرائيلي
إسرائيل في جنوبي سوريا: القصة الكاملة
فجر التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 2024، وبعد ساعات قليلة من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد؛ أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "سهم باشان" لتدمير مقدرات الجيش السوري السابق، والسيطرة على "المنطقة العازلة" منزوعة السلاح منذ 1974، اليوم وبعد أكثر من عشرة أشهر، يوسع الاحتلال الإسرائيلي نطاق سيطرته جنوبي سوريا على نحو متسارع عبر السيطرة على طول مواقع "فض الاشتباك" بين خطي "برافو" من الجانب السوري، و"ألفا" من الجانب الإسرائيلي، في منطقة عمليات ناهزت مساحتها ما بين 235 إلى 250 كم مربع.ا
على مدار الأشهر الثلاثة الماضية تحديداً بعد أحداث السويداء، انتزع الجيش الإسرائيلي مساحات جديدة لم تكن محتلة سابقاً في قرى "الحزام الدرزي" في جبل الشيخ أقصى ريف دمشق، ومواقع إضافية في بلدة حضر شمالي القنيطرة، إذ توغلت أرتال الجيش الإسرائيلي بعمق تجاوز 17 كيلومتراً إلى مشارف مدينة قطنا الاستراتيجية في ريف دمشق الجنوبي الغربي، والتي تعتبر خط التماس الأول السني _ الدرزي، حيث خشيت إسرائيل من هجمات انتقامية ضد دروز جبل الشيخ على خلفية معارك السويداء، وتولت مهمة "حماية" هذه القرى إلى جانب مجموعات محلية، لتصل تطورات الميدان إلى حد مشروع الاتفاق الأمني "التاريخي" بين سوريا وإسرائيل، والذي لم يكن ليحدث لولا التحولات الكبرى في المنطقة بين أيلولين "2024-2025".ا
لم تكتفِ إسرائيل بعمليات التوغل، بل تحول نشاطها إلى عمل أمني منظم، استهدف بالدرجة الأولى تدمير ومصادرة ما تبقى من مقدرات الجيش السوري السابق في أفواج المدفعية والقوات الخاصة والمشاة الميكانيكية ومنظومات الدفاع الجوي بأنواعها، واعتقال كل من "تعاملَ ويتعاملُ وسيتعاملُ" - وفق التعبير الإسرائيلي- مع جهات معادية لتل أبيب، في إشارة إلى إيران والمنظمات الفلسطينية التي تنتشر في المخيمات القريبة.ا
كل هذه التطورات، جرت وفق خطين متوازيين تعمل عليهما إسرائيل، بعيداً عن الأمن والعسكر، وهما الجانب المائي الهام جداً في العقلية الإستراتيجية الإسرائيلية، وإيجاد بؤرة استيطانية غير معلنة _على الأقل في الوقت الراهن_ استناداً إلى روايات توراتية قديمة تعتبر سوريا جزءاً من أرض يهودية قديمة، وتطلق عليها اسم "مملكة باشان"ا
على الأرض؛ توزعت عمليات القوات الإسرائيلية بين تثبيت نقاط ودوريات ومداهمات واعتقالات وتدمير ثكنات عسكرية سابقة، حيث ثبت الاحتلال 14 نقطة (ما بين أساسية ومؤقتة) منذ سقوط الأسد، وتمتد من شمالي المنطقة العازلة إلى جنوبها، وهذا العدد ينقص ويزيد بحسب طبيعة العمليات العسكرية وهي حتى أيلول 2025:ا
ا- شارة الحرمون 1: في جبل الشيخ ريف دمشق
ا- شارة الحرمون 2: في جبل الشيخ ريف دمشق
ا- مدرجات جبل الشيخ في القنيطرة
ا- ثكنة رخلة قرب الحدود المتداخلة مع قرية دير العشاير اللبنانية
ا- مهبط مروحيات تلة قرص النفل في حضر بالقنيطرة
ا- التلول الحمر في حضر بالقنيطرة
ا- نقطة الكسارات في جباتا الخشب بالقنيطرة
ا- نقطة الحميدية في القنيطرة
ا- نقطة كودنا في القنيطرة
ا- نقطة المنطرة في القنيطرة
ا- نقطة القحطانية في القنيطرة
ا- سرية 111 الرفيد في القنيطرة
ا- بوابة العشة في القنيطرة
ا- ثكنة معرية أو الجزيرة في درعا
خارطة "الاتفاق الأمني": 3 طبقات من العزل.ا
على غرار اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، المنبثقة عن معاهدة كامب ديفيد 1978، تم تقسيم جنوبي سوريا إلى 3 طبقات عازلة موزعة على مستويات عسكرية عملياتية على حدود الجولان المحتل وهي:ا
المستوى الأول: يتضمن السيطرة الإسرائيلية على كامل المنطقة العازلة جنوبي سوريا، والتوسع في محيطها مسافة 2 كيلومتر، وعلى الرغم من أن هذه المسافة لا تكاد تذكر إلا أن عشرات القرى في أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، تقع ضمن هذه المساحة مثل: قرى جبل الشيخ بريف دمشق، وبلدات جضر وجباتا الخشب وطرنجة واوفانيا والحميدية والحرية وبريقة وبئر العجم وكودنا والعشة والرفيد والأصبح وغيرها في القنيطرة، وقرى وبلدات حوض اليرموك أقصى ريف درعا الغربي على مثلث الحدود السورية الأردنية المتاخمة للجولان المحتل.ا
المستوى الثاني: حظر وجود الآليات العسكرية الثقيلة والمتوسطة، ويشمل هذا المستوى محيط قطنا بريف دمشق مروراً بالغوطة الغربية و70% من محافظة درعا وريفها الغربي على تخوم الجولان وحتى غباغب والصنمين بريفها الشمالي، وصولاً إلى 65% من محافظة السويداء بما فيها مركز المدينة، وقرى الريف الشمالي والشمالي الغربي الواقعة على الطريق السريع دمشق – السويداء، حيث الثقل الأكبر لقوات وزارة الدفاع ومقاتلي العشائر العربية.ا
المستوى الثالث: حظر طيران عسكري شامل على كامل أجواء جنوبي سوريا ومحيط العاصمة دمشق ومطارها الدولي، والإبقاء على حرية العمل الجوي الملاحي للطيران الإسرائيلي، إذا ما أراد تنفيذ عمليات بعيدة المدى باتجاه إيران وغيرها.ا
تتضمن الاتفاقية في جانبها غير المعلن، منع تمركز المنظمات الفلسطينية وأخرى موالية لإيران في قطاع جنوبي سوريا وتلاله الاستراتيجية، خصوصاً بعد التطور اللافت مطلع شهر أيلول، عندما نفذت وحدة "شلداغ" المظلية، عملية إنزال جوي في "تل المانع الاستراتيجي"، جنوب مدينة الكسوة غربي العاصمة، والذي كان لوقت طويل أحد أبرز مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الذخيرة للجيش السوري السابق وحلفائه في محور المقاومة.ا
ما أبرز التلال الاستراتيجية جنوبي سوريا؟
تتركز التلال الحاكمة في ريف درعا، تحديداً في القطاع الغربي منها (نوى ومحيطها) حيث شهد (تل الجموع) الاستراتيجي قصفة إسرائيلياً عنيفاً قبل أشهر ومواجهات هي الأولى من نوعها مع أهالي درعا وقتل على إثرها 9 شبان برصاص القوات الإسرائيلية، ويتقاسم هذا التل الأهمية الكبرى في جنوبي سوريا مع (تل الحارة وتل الجابية).ا
هذه التلال الثلاث في درعا، كان لها دور بارز في معركة "طوفان الأقصى" تحديداً (الجموع والجابية) حيث كانت منطلقاً لعمليات نفذها مقاتلون يرجح أنهم عراقيون ولبنانيون، ضد قواعد الاحتلال الاسرائيلي ومستوطناته في الجولان، بعدد لا بأس به من القذائف الصاروخية والطائرات المسيرة، ورغم محدودية هذه العمليات إلا أنها شكلت تحدياً صريحاً للقوات الإسرائيلية التي ردت بقصف متكرر على أرياف درعا والقنيطرة بما يزيد عن 120 غارة جوية وضربة مدفعية طيلة عام وأكثر، أما (تل الحارة) فكان محيّداً عن الإسناد بسبب التواجد الروسي فيه، الذي اتخذه مقراً له بعد رعاية موسكو اتفاقية خفض التصعيد جنوبي سوريا صيف عام 2018.، وهذا التل يستمد أهميته الإستراتيجية من ارتفاعه الذي يزيد عن 1100 م كأعلى قمم جنوبي سوريا، ويبعد عن القنيطرة مسافة 12 كلم و55 كم عن مدينة درعا و16 كم عن الصنمين، فضلاً عن الإشراف الواسع على المنطقة الجنوبية والغربية من ريف دمشق، وطريق درعا_ دمشق، بسيطرة نارية على المنطقة المحيطة به، بمدى يصل إلى 40 كم، ويطل أيضاً على 95% من مساحة الجولان المحتل بكامل ثكناته ومستوطناته، ولا يبعد عن أقرب دورية للجيش الإسرائيلي سوى 12 كيلومترا ويكشف مدينتي إربد والرمثا الأردنيتين وكان يضم كتيبة دفاع جوي متطورة، وأجهزة مراقبة واستطلاع. ا
النشاط العسكري والانتقال من التوغل إلى العمل الأمني المنظم
القوات المدرعة والكتائب الهندسية، من لواء الجبال "ههاريم" والفرقة "210" وكتيبة "حيريف" أو السيف الدرزية، وأسراب الطائرات بأنواعها (الاستطلاعية_الحربية_المروحية) والدوريات العسكرية والأرتال المدرعة؛ هذه أهم أشكال الحضور الإسرائيلي جنوبي سوريا، إذ يقيم الجيش الإسرائيلي حواجز متحركة وينفذ عمليات تفتيش ومداهمات، كما قامت دوريات الاقتحام في القرى والبلدات باعتقال أشخاص من أبناء المنطقة، وتطور الأمر إلى المواجهة المباشرة كما حصل في نوى ومعريا بريف درعا وبيت جن بريف دمشق وقضى على إثر هذه المواجهات ما يزيد عن 24 شخصاً كحصيلة إجمالية، فضلاً عن اعتقال العشرات والتحقيق معهم وإعادتهم، بينما ما يزال مصير بعضهم مجهولاً حتى يومنا هذا، واللافت أنه بعد أحداث السويداء؛ قسَّم الجيش الإسرائيلي نطاق عمله إلى ثلاثة قطاعات رئيسية، شمالاً حيث ريف دمشق وجبل الشيخ وفي الوسط عمليات في قلب قرى القنيطرة وبلداتها الحيوية، وجنوباً في درعا وحوض اليرموك وهناك تخشى إسرائيل من عودة تنظيم داعش الذي كان ينشط في هذه المنطقة بين عامي 2014-2018، خصوصاً بعد تسريب مقطع مصور يظهر إعدام أحد عناصر الأمن الداخلي بتهمة التجسس على "جنود الخلافة" لصالح الإدارة السورية الجديدة.ا
في جبل الشيخ أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي، المتداخل جغرافياً وديمغرافياً مع الحدود السورية-اللبنانية، والطريق الدولي دمشق_بيروت، أنشأ الجيش الإسرائيلي نقطتي مراقبة إستراتيجيتين تبعدان بضعة كيلومترات عن ضواحي دمشق الغربية، في وقت تجول الدوريات الإسرائيلية في القرى ذات الغالبية الدرزية، وعلى الرغم من الحديث عن الاتفاق الأمني السوري الإسرائيلي إلا أن تل أبيب قالت مراراً إنها لن تنسحب من هذه القمة المرتفعة جداً (2814 م) والمشرفة على كامل العاصمة السورية دمشق والجولان المحتل والبقاع اللبناني، والطريق الرابط بين خطوط إمداد الجيش الإسرائيلي ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا جنوبي لبنان.ا
داعش: نحن هنا!ا
على مدار سنوات الحرب السورية؛ شكّل تنظيم داعش واحداً من أبرز التحديات في جنوبي سوريا، تحديداً في القطاع الغربي من درعا "حوض يرموك"، لكنه كان أقل استعراضاً إذا ما تمت مقارنته بزملائه في "الولايات" الأخرى، إضافة لاتخاذه اسماً مغايراً وهو "جيش خالد"، حيث كانت معظم معاركه ضد عناصر التنظيمات المسلحة الأخرى في المنطقة وبدرجة أقل مع الجيش السوري السابق، وكان لافتاً في تلك الفترة وقوف إسرائيل متفرجةً على نشاط التنظيم قرب مستوطناتها قبالة القطاع الجنوبي للجولان، ولم تسجل سوى استهدافات محدودة جداً، طيلة فترة سيطرة داعش.ا
الآن وبعد تولي السلطات السورية الجديدة مقاليد الحكم في البلاد، يطل داعش برأسه من جديد، وبنشاط يكاد لا يُذكر _حالياً_ لكن تداول مقطع فيديو جديد يظهر إعدام أحد عناصر الأمن الداخلي، على يد مسلح يرتدي لباس وشعار التنظيم ويتوعد حكام دمشق، فتح الباب من جديد أمام احتمالية ظهوره وتنظيم صفوفه، وهذا الأمر مرتبط بمجموعة عوامل، أبرزها المصلحة الإسرائيلية، واعتباره ذريعة جديدة للبقاء خارج المنطقة العازلة لحماية إسرائيل، إضافة لمدى تصاعد منحى الصراع الإيديولوجي مع أصدقاء الأمس في التنظيمات المسلحة الأخرى، دون إغفال النزعة العشائرية "الدرعاوية"، التي ربما تدفع بقايا الفصائل المناوئة لدمشق، كي تنضوي تحت راية داعش، ثأراً وانتقاماً من حملات أمنية طالتهم خلال الأشهر الماضية، على يد قوات وزارة الدفاع في درعا.ا
إسرائيل والمياه: هدف استراتيجي.ا
نقاط ومواقع عدة في درعا والقنيطرة وريف دمشق تشرف على منابع ومسطحات مائية حيوية، مثل سد كودنا في ريف القنيطرة الجنوبي، وكانت تحيط به ثكنات عسكرية تتبع للواء 90 في الجيش السوري السابق، وسد المنطرة الذي يعدّ من أكبر السدود المائية في الجنوب السوري، ويقع قبالة مشروع "التوربينات الهوائية" في الجولان المحتل، ويعتبر منتزهاً شعبياً شهيراً، وشرياناً حيوياً لباقي السدود الصغيرة في ريف درعا الغربي (سحم الجولان، تسيل، عدوان)، ويضاف إلى ذلك نهر اليرموك أطول أنهار درعا، وينبع من ريف درعا الغربي ويصب في نهر الأردن. تغطي مياهه نحو 20% من مصادر الجنوب، ويغذي الأراضي الزراعية ويوفّر مياه الشرب لملايين السكان في السويداء ودرعا وشمال الأردن، وهو أكبر روافد نهر الأردن، وأقيم على مجراه سد الوحدة الإستراتيجي بين سوريا والأردن، حيث تُمكّن السيطرة عليه من التحكم في تدفق المياه إلى الأردن وسوريا، ما يمنح إسرائيل ميزة إستراتيجية كبيرة.ا
إلى أين سيستجر الاحتلال المياه؟
تذكر مصادر خاصة في الجولان أن إسرائيل بدأت إنشاء منظومة أنابيب وسواقي مياه لاستجرار مياه جنوب سوريا نحو الجولان. وأكدت المصادر أن الاحتلال ينوي جر المياه نحو خزانات كان قد بناها سابقاً في الجولان المحتل، ومنها مجمع "بار أون" المقام على قرية المنصورة، وتصل سعته الإجمالية إلى مليوني م3، وبركة رام، وهي حوض بركاني طبيعي ومساحتها كيلومتر مربع بسعة 6.8 ملايين متر مكعب من الماء.ا
ما المكونات العرقية في جنوبي سوريا وهل يستشعرون خطراً ديمغرافياً؟
لعل سكان قرى شريط فض الاشتباك؛ يشعرون بخطر مضاعف كونهم يقطنون في المنطقة العازلة ومحيطها، خصوصاً مع وصول طلائع استكشافية استيطانية قبل أشهر، متذرعين بأحقية تاريخية في جنوب سوريا، وعلى الرغم من إخراجهم من سوريا إلا أن هذه الحادثة دقت ناقوس الخطر في القنيطرة تحديداً حيث عدد المهجرين الأكبر من المدنيين الذين قرروا الابتعاد عن "كوريدور" العمل البري الإسرائيلي.ا
التوزع الديمغرافي والعرقي في نطاق عمل الجيش الإسرائيلي جنوبي سوريا، يعتبر حالة فريدة لناحية وجود مختلف المكونات والأقليات، ففي سفوح جبل الشيخ يشكل الدروز قرابة 80% من السكان المحليين وينتشرون في قرى (بقعسم، عيسم، رخلة، مبيا، ريمة، قلعة جندل، عين الشعرة، عرنة، خربة السودا، مغر المير، حرفا، الحلس) مقابل 4 قرى سنية هي (دربل، بيتيما، كفر حور، بيت سابر، وبيت جن ومزرعتها) وقرية مسيحية واحدة (حينة).ا
أما في القنيطرة ذات الـ 150 ألف نسمة فتعتبر حضر البلدة الدرزية الوحيدة مقابل عشرات القرى والبلدات من المكونات العشائرية المنحدرة من الجولان المحتل، ويوجد قريتان شركستيان هما (بريقة وبيرعجم) حيث تم سحب معظم العائلات الشركسية ضمن حملة "العودة إلى الوطن الأم" هناك في القفقاس بروسيا، تزامناً مع سيطرة جبهة النصرة على المنطقة بين عامي 2013-2018.ا
يختلف الوضع قليلاً في كل من درعا والسويداء، فالأولى تعتبر خزان سني هام في سوريا وذات طابع عشائري ممتد حتى الأردن، إلى جانب وجود أقليات مسيحية في (خبب وإزرع وبصير وغيرها) وشيعية في (بصرى الشام) وقرية علوية صغيرة تم طرد أهلها والاعتداء على مقام ديني فيها وهي قرية (عالقين) ليبلغ مجموع سكان درعا 970 ألف نسمة.ا
أما السويداء يناهز عدد سكانها مليون نسمة، ربعهم من عشائر البدو العربية وعدد قليل جداً من المسيحيين، حيث ينتشر البدو في قرى الريف الشمالي والشمالي الغربي وطريق دمشق السويداء والقرى المتداخلة إدارياً مع ريف درعا، بينما يتوزعون على 4 أحياء رئيسية شمال وشمال شرق المدينة (الحروبي، رجم الزيتون، المشورب، المقوس) ومدينة شهبا.ا
يعمل سكان المنطقة العازلة جنوبي سوريا بالرعي والزراعة والتجارة العامة، لكن بسبب موسم الجفاف تعرضت مواسمهم لضرر كبير جداً إضافة لضعف التسويق بسبب الظروف الأمنية المعقدة، على الطرقات الرئيسية، وهنا تجدر الإشارة أن شرارة أحداث السويداء كانت الاعتداء على تاجر ينقل بضاعته على طريق دمشق – السويداء
هل للسويداء حدود من الجولان المحتل؟
يعتقد كثيرون أن هناك ارتباطاً جغرافياً بين السويداء والجولان المحتل، لكن على الخارطة لا حدود مع الأراضي المحتلة ولا ترابط مباشراً مع دروز الجولان وشمالي فلسطين، حيث ينسق شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في إسرائيل موفق طريف أمور الطائفة مع الجيش الإسرائيلي تحديداً مع الضابط الدرزي المقرب من نتنياهو الجنرال غسان عليان، حيث تأتي المروحيات الإسرائيلية لتقدم السلاح والذخيرة والأموال إلى داخل السويداء وأريافها المترامية حيث تسيطر الفصائل المحلية (الحرس الوطني) واللجنة القانونية العليا الموالية للشيخ حكمت الهجري المناوئ لحكومة دمشق، مع الإشارة إلى أنه لا معبر رسمياً بين السويداء والأردن الأمر الذي يصعب عملية الاستقلال التام (إن حصل فعلاً). ا
Related Posts
صحيفة الخندق