حزب الله يفرض قواعد اشتباكه على الإسرائيليين. تُجمع التحليلات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة على مسألة واحدة. إن حزب الله يجمع معلومات استخباراتية عن نشاط قوات الجيش الإسرائيلي بواسطة مواقع مراقبة يقيمها على الحدود.
عن ردع أقرب إلى الصفر
حزب الله يفرض قواعد اشتباكه على الإسرائيليين. تُجمع التحليلات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة على مسألة واحدة. إن حزب الله يجمع معلومات استخباراتية عن نشاط قوات الجيش الإسرائيلي بواسطة مواقع مراقبة يقيمها على الحدود. في الكيان الصهيوني بات الحديث عن أبراج مراقبة وأبنية عالية بالقرب من الحدود من أدبيات الحديث اليومي. يستطيع حزب الله المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية عمّا يحدث في المواقع وفي المنطقة الشمالية بشكل شبه مؤكد. واسرائيل تلوح باستهداف هذه النقاط بين الفينة والأخرى. ليست المسألة مسألة نقاط عسكرية فحسب. للمسألة بعدها السياسي.
يفرض حزب الله منطقه في تسخين الجبهة وإبقاء الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب 24 ساعة على 24. بحسب قواعد اللعبة التي وضعها حزب الله "هو لا ينتقم من مدنيين"، يعرف الإسرائيليون ذلك. بل فقط من أهداف عسكرية فقط. يقول رون بن يشاي في يديعوت أن حالة التأهب الخاصة التي يعيشها الجيش الإسرائيلي اليوم تستند إلى أمرين: جمع المعلومات الاستخباراتية، وتقليص الظهور العسكري على الأرض كي لا يشكل الجنود أهدافاً لحزب الله. ومع ذلك، يواصل أن حزب الله عمليات الاستفزاز على الرغم من الشكوى إلى الأمم المتحدة، وعلى الرغم من تصاعد الانتقادات ضده في أعقاب انفجار المرفأ والوضع الاقتصادي في الدولة، وهذه مسألة تدعو إلى القلق. ويضيف: نصر الله لا يأخذ في حسابه أن الفوضى السياسية في إسرائيل لا تؤثر حالياً في السياسة الأمنية التي تجري انطلاقاً من مبدأ واضح، هو أن إسرائيل لن تسكت على المسّ بسيادتها، حتى لو لم تسقط خسائر في الأرواح. لكنه يعود ليتذكر أنه يوجد حالياً في الشمال أكثر من 100 ألف سائح وزائر، بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة الموجودان في صفد، لكن إسرائيل لا يمكنها أن تسكت على خرق ثان خطر للهدوء على الحدود، هدفه إيقاع إصابات بين قوات الجيش الإسرائيلي.
وعلى خلفية الحوادث الأمنيو التي وقعت في الفترة الأخيرة على الحدود مع لبنان، تتواصل جلسات "لجان رقابة الدولة" في الكنيست التي يترأسها عضو الكنيست عوفر شيلح لمناقشة تقرير مراقب الدولة. التقرير لا يُنبئ بالخير، "ثمة قصور جوهري في توفير وسائل التحصين والدفاع لعدة مستوطنات في المنطقة الشمالية بغية حمايتها من الصواريخ" يقول التقرير.
في النتائج ثبُت وبالإحصاء، أن نحو 50 ألفاً من سكان "إسرائيل" الذين يقطنون حتى مسافة 9 كيلومترات من منطقة الحدود الشمالية، لا تتوفر لديهم أماكن حماية معيارية بالقرب من أماكن سكناهم.
لعوفر شيلح رأي مضاف، أبداه اللجنة البرلمانية: هناك أكثر من 100 ألف قذيفة ذات رؤوس متفجرة موجهة نحو شمال "إسرائيل"، وقوة الردع المتبادلة بيننا وبين حزب الله يمكن أن تنهار في أي لحظة، فيما الرد الدفاعي الذي توفره الحكومة الإسرائيلية لملايين السكان أقرب إلى درجة الصفر". وتبين خلال النقاش داخل اللجنة أن خطة "درع الشمال"، الرامية إلى تحصين المنطقة الشمالية، والتي بلغت ميزانيتها 5 مليارات شيكل وأعلنتها الحكومة قبل أكثر من سنتين، لم تؤد إلى تحصين حتى مبنى واحد، وذلك بسبب عوامل كثيرة، بينها النقاشات الدائرة بين وزارتي المال والدفاع.
وحذر رئيس المجلس المحلي في بلدة شلومي، غابي نعمان، بقوله: "في حال اندلاع حرب سيكون سكان شلومي عرضة لنعمة السماء فقط. لا يوجد لدينا أي تحصينات. ولا توجد خطة لإخلاء شلومي، ولا يمكن الاعتماد على ما هو معد حتى اليوم. توجد أوراق فقط. أدعو رئيس الحكومة إلى القيام بتحصين المنطقة الشمالية في القريب العاجل".
وردّ رئيس قسم التحصين في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية العقيد دافيد أبعدا على هذه الأقوال، فأكد أنه عُرضت سنة 2018 خطة متعددة السنوات لتعزيز تحصين الجبهة الداخلية مع التركيز على المنطقة الشمالية بميزانية تصل إلى 5 مليارات شيكل، لكنه في الوقت عينه شدّد على أن هذه الخطة لم تتقدم إلى الأمام بصورة جوهرية.
"Related Posts
صحيفة الخندق