خط جديد أكثر عدوانية من العادة سُمع في التوجيهات التي تفرضها الرقابة العسكرية للصحف الإسرائيلية مع اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة يوم الجمعة الفائت. [توجيهات] تبدو 'اسرائيل'" من خلالها لاعباً مركزياً كلي القدرة في الشرق الأوسط، تقريباً"
عملية لا تغيّر موازين القوى
هذا النص لعاموس هارئيل المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، تقدمه هيئة تحرير "الخندق" للقراء نظراً لأهميته
***
خط جديد أكثر عدوانية من العادة سُمع في التوجيهات التي تفرضها الرقابة العسكرية للصحف الإسرائيلية مع اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة قبل عدة أيام. [توجيهات] تبدو "اسرائيل" من خلالها لاعباً مركزياً كلي القدرة في الشرق الأوسط، تقريباً. قدرات "إسرائيل" الاستخباراتية والعملانية، كما تجلت في العملية التي ينسبها الإيرانيون إلى الموساد، تمكّنها من أن تفرض مسار الأمور. بإمكانها أن تتحرك ضد أهداف في إيران مجدداً. وهي أيضاً قادرة على تعطيل استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة بُعيد 20 كانون الثاني المقبل.
أما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فقد لمّح إلى ضلوع إسرائيلي. "لا استطيع أن أخبركم كل شيء"، رد قائلاً، عندما لخص أعماله الأسبوعية بعد ساعات قليلة من الاغتيال. وراء الكواليس يوجد خلاف في القيادة الإسرائيلية: هل يوجد مبرر لسياسة الغموص، أو من الأفضل تحمّل المسؤولية عن عملية كهذه، على افتراض أن الكل يعرف!.
لقد حرصت الإدارة الأميركية الحالية على القول أنها ليست مَن يقف وراء العملية في طهران، بل "إسرائيل". ليس من الواضح أبداً ما يجري بين الثلاثي ترامب ووزير خارجيته بومبيو وجنرالات البنتاغون. تبعث واشنطن برسائل ملتبسة، بالتأكيد يجد الإيرانيون أيضاً صعوبة في فك رموزها. في الأيام الأخيرة نُشرت تقارير عن انتقال حاملة طائرات وقاذفات ضخمة إلى الشرق الأوسط وجنوب آسيا، لكن جرى التوضيح أن هذا له علاقة بالإعداد لتنفيذ توجيهات ترامب بإخراج ما تبقى من قوات أميركية من العراق وأفغانستان. قبل كل شيء ليس واضحاً ماذا يريد ترامب نفسه؟، وما مدى انتباهه لما يجري بين "إسرائيل" وإيران، في الوقت الذي يحتج فيه الرجل على الظلم الذي تعرّض له بالانتخابات، كما يدّعي أقله.
هل ستختار إيران الرد؟ أغلبية الخبراء تعتقد ذلك. الضربة التي تلقتها خطِيرة بحيث لا يمكن لها السكوت عنها، خاصة وأنها جاءت بعد عمليتين محرجتين جداً، اغتيال الجنرال قاسم سليماني في كانون الثاني الماضي، وقصف المنشأة النووية في نتانز في تموز 2020. ومع ذلك يوجد قيود تكتيكية على الإيرانيين: في الماضي، أي سنة 2012، و2018، وقعت أخطاء خلال محاولتهم القيام بعمليات انتقامية سريعة ضد إسرائيل. ثم هناك مسألة التوقيت - هل رد سريع يبرر، في رأيهم، التورط مع ترامب قبل استلام بايدن منصبه؟
في "إسرائيل" لا يستبعدون احتمالات من بينها إطلاق صواريخ باليستية، هجوم مسيّرات، أو محاولة تفجير سفارات في الخارج. ويجب ألّا ننسى الهجمات السيبرانية. في أيار الماضي تحدثت تقارير عن محاولة إيرانية مهاجمة منشأة مياه في "إسرائيل"، وعن رد إسرائيلي، وطوال عدة أيام تعطلت حركة السفن في ميناء بندر عباس جنوبي إيران. في الفترة الأخيرة نُشرت تقارير تحدثت عن المزيد من محاولات هجمات سيبرانية ضد منشآت مياه وبنى تحتية للطاقة إسرائيلية. ميزة عمليات كهذه تكمن في المحافظة ظاهرياً على الإنكار.
Related Posts
صحيفة الخندق