Ar Last Edition
Ar Last Edition

Download Our App

في التقرير الإسرائيلي الذي يضعه في كل عام معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي INSS   بعنوان 'تقدير الوضع الاستراتيجي / 2019 - 2020'" احتلت جبهة جنوب لبنان أهمية بارزة الى جانب جبهة حدود الجولان المحتل تحت عنوان '"جبهة الشمال: والمجابهة الواسعة المدى'"."

تحسين الحلبي

إسرائيل ومعضلتها الصعبة في مواجهة حزب الله وحلفائه

"

في التقرير الإسرائيلي الذي يضعه في كل عام معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي INSS   بعنوان "تقدير الوضع الاستراتيجي / 2019 - 2020" احتلت جبهة جنوب لبنان أهمية بارزة الى جانب جبهة حدود الجولان المحتل تحت عنوان "جبهة الشمال: والمجابهة الواسعة المدى".

وحدد التقرير الإسرائيلي الخطر الذي تشكله هذه الجبهة في ميدان حرب الأسلحة التقليدية بأنه "أهم وأكبر الأخطار التي تواجهها  إسرائيل من حزب الله في لبنان وسورية وإيران والمنظمات المدعومة منها، بل ومن الوجود الإيراني المتموضع في سورية وقد اتسعت هذه الجبهةفي عام 2019 وشملت العراق".

وفي واقع الأمر لم يشهد الكيان الصهيوني في تاريخه وجود كل هذه القدرات الكبيرة والموحدة في مجابهته وبخاصة ذلك الامتداد الذي تصل اليه من جنوب لبنان الى حدود الجولان المحتل حتى بغداد وطهران. وهذا ما جعل قادة الكيان الصهيوني يعملون على دفع الولايات المتحدة الى القيام بشن حرب مباشرة على أي طرف من محور المقاومة الذي شكل قوة اقليمية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة. وهذا ما يعترف به التقرير الاسرائيلي حين يذكر أن "مجابهة هذا الخطر يتطلب من اسرائيل زيادة تمتين العلاقة مع الولايات المتحدة بل عقد اتفاق  تحالف استراتيجي محدث معها".

لكن إدارة ترامب على غرار إدارة أوباما ما تزال تعمل على تجنب أي مجابهة عسكرية مباشرة مع إيران (فما بالك بحرب شاملة!) لأنها تدرك أنها لن تضمن تحقيق أهدافها بسبب زيادة القدرات العسكرية والصاروخية الإيرانية وانتقال هذه القدرات الى جلفائها من حزب الله الى الجيش السوري وقوات الحشد الشعبي في العراق. ولا يخفي التقرير الاسرائيلي حقيقة أن "أكثر ما يهدد اسرائيل في هذه الأوقات هو صواريخ حزب الله المجخزة بالقدرة على اصابة الأهداف بدقة" وبالاضافة الى ذلك ثبت للأميركييين أنهم عجزوا عن صد الصواريخ التيوجهتها إيران ضد القاعدة الأميركية العسكرية في العراق قبل فترة وهذا ما سوف يفرض بدوره على اسرائيل حسابات جديدة لا تستطيع وضع الحلول لها لا ضد حزب الله ولا ضد سورية وحلفائها

وقد اتضح ذلك بشكل بارز من التقرير الاسرائيلي حين ذكر في باب توصياته للقيادة العسكرية عددا من الخيارات والاحتمالات حول الطرق الممكنة لمجابهة مشروع حزب الله الهادف الى تزويد صواريخه بالقدرة على دقة اصابة الأهداف:

الخيار الأول: استخدام قدرة الردع الاسرائيلية بواسطة التلويح برد يستند الى تهديد معلن وواضح بأن اسرائيل سوف ترد بشدة على أي نتائج تحققها أسلحة حزب الله ذات الإصابات الدقيقة . لكن نجاح إسرائيل بردع حزب الله تحيط به نسبة كبيرة من عدم التأكد لأن كمية الصواريخ من هذا النوع من الأسلحة يوسعها ابطال عامل الردع علما أن فاعلية الردع تعتمد على سياق المجابهة وظروفها

الخيار الثاني: توجيه إسرائيل لضربة استباقية عن طريق الرد على شكل هجوم واسع يستهدف منظومة الأسلحة ذات الدقة بإصابة الأهداف والبنى التحتية التي تنتجها في بداية الضربة بالذات وقبل استخدامها من قبل حزب الله. وهذا الاحتمال تحيط به نسبة كبيرة من عدم التأكد من تحقيقه للمطلوب لأنه مرتبط بالحصول على معلومات استخباراتية دقيقة الصحة وبعناصر أخرى.

الخيار الثالث: قيام إسرائيل بهجوم وقائي (في الخيار السابق توجيه ضربة كرد وفي هذا الخيار هجوم تبادر به إسرائيل) أي المبادرة بشن هجوم مفاجئ على حزب الله في افضل توقيت هي تحدده. لكن هجوم من هذا القبيل سوف يؤدي الى حرب تكون نتائجها قاسية على إسرائيل".

ومع ذلك من الواضح أن إسرائيل ستلجابعد هذه التقديرات غير المضمونة النتائج من أي عمل عسكري  تقوم به من حدودها الى التمسك بفتح جبهة أخرى على دول وقوى محور المقاومة الاستمرار وهي استهداف واستنزاف الجبهات الداخلية لهذه الأطراف  سواء في سورية أو لبنان أو إيران أو العراق على غرار ما قامت به وتقوم به في هذه الظروف بشكل لا يتوقف من تحريض واشعال لهذه الجبهات الداخلية.

فالقيادة الإسرائيلية تشنّ أشكال عدوانها يومياً على هذا المحور المقاوم والمتصدي لها وتعمل على تجنيد الحلفاء معها لضرب وحدة أطراف محور المقاومة ومنعه من زيادة قدراته العسكرية التي تعترف أن هذه القدرات أحبطت دور قدرة إسرائيل على الردع وهذا ما يشكل منتصف الطريق نحو الانتصار عليها.

"

باحث فلسطيني