منذ مطلع كانون الأول - ديسمبر 2021، تقوم روسيا بحشد أعداد لا يُستهان بها من قواتها على حدود أوكرانيا معلنة. جاء ذلك متزامناً مع مقترح اتفاق أمني شامل مع الناتو يشمل تحقيق ثلاث مطالب مبدئية هي:
خيارات موسكو المتدرجة:
منذ مطلع كانون الأول - ديسمبر 2021، تقوم روسيا بحشد أعداد لا يُستهان بها من قواتها على حدود أوكرانيا معلنة. جاء ذلك متزامناً مع مقترح اتفاق أمني شامل مع الناتو يشمل تحقيق ثلاث مطالب مبدئية هي:
- تخلي أوكرانيا وجورجيا عن رغبتهما في الانضمام إلى حلف الناتو.
- وقف جميع الأنشطة العسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى.
- انسحاب قوات الناتو من شرق أوروبا، والعودة إلى ما قبل عام 1997.
حجم القوات العسكرية الروسية المنتشرة على الحدود الأوكرانية:
135 ألف مقاتل، 484 دبابة، 927 عربة مدرعة، 746 قطعة مدفعية، 176 نظام إطلاق صواريخ متعددة (مدفعية صاروخية)، 688 قطعة دفاع جوي، 435 مقذوف لطائرات بدون طيار، 2100 فرد بين إداري وفني واستشاري ومدرب.
ومع ذلك، لا تزال البيئة العملياتية العامة في منطقة عمليات القوات المشتركة تحت السيطرة، ولم تأخذ المجموعات القتالية للقوات الروسية وضعية العمل العسكري العاجل، وبحسب المراقبين، من غير المتوقع حدوث تغييرات في طبيعة أنشطة القوات الروسية على المدى القصير.
أهداف بوتين في الأزمة الأوكرانية:
_ استكمال جهود استعادة السيطرة الفعالة على أوكرانيا نفسها، من خلال حشد استعدادات عسكرية تشي باجتياح أوكرانيا. يريد بوتين الايحاء أنه مستعد لغزو موسع من الشمال والشرق والجنوب يمنحه سيطرة فعلية على العاصمة الأوكرانية كييف والمدن الأوكرانية الكبرى الأخرى، وهذا ما يُقلق بريطانيا والصحافة البريطانية على وجه التحديد.
_ إحداث تباين - يصل إلى حد الانقسام - داخل حلف الناتو، مما يؤدي إلى تحييد فاعليته، وذلك بتعميق الخلاف بين ضفتي الأطلسي (أوروبا من جهة، وبريطانيا والولايات المتحدة من جهة أخرى)، وتشتيت جهود قيادات الناتو ودوله، واستغلال خلافاتهم
_ محاولة التماس أثر التوتر على الرأي العام في كل من: ألمانيا، تشيكيا، فرنسا. فأوكرانيا على أهميتها، هي محطة أولى، أو منعطف، في سلسلة من "سياسات استعادة الكرامة الروسية" في شرق أوروبا.
_ يحاول بوتين في هذه الفترة مد خيوط التواصل الدبلوماسي مع كل من برلين وبيكين. فألمانيا والصين سيكونان بمثابة "بيضة قبان" القرار الروسي في "الحرب أو اللاحرب"، أو حتى في شكل الحرب إن وقعت.
ومع ذلك، يعلم بوتين جيداً الصعوبات الكبيرة التي تحول دون تحقيق أهدافه. فروسيا تواجه صعوبات اقتصادية كبيرة، كما أن الغزو سيضاعف مشاكلها الاقتصادية بسبب حجم العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية.
لماذا لن تبدأ روسيا حرباً برية سريعة؟:
_ ستتعرض موسكو للإدانة من قبل الدول الغربية مجتمعة على تصرفها "الهمجي" وغير المسؤول بحسب أدبياتهم. مما قد يُظهر روسيا في صورة "المعزول دولياً"، وهي الصورة التي تحاول تجنبها.
_ تحذر موسكو من المفاعيل العكسية للحرب البرية، كتوحد الرأي العام لدول الناتو ضد روسيا في حال ابتدائها في الحرب دون أي سبب موضوعي مباشر.
_ قد تتعرض روسيا لعقوبات اقتصادية ومالية قاسية، بما في ذلك عزل البنوك الروسية عن نظام رسائل الدفع الإلكتروني العالمي المعروف باسم “سويفت” SWIFT.
_ تتخوف روسيا من سن قانون "إعارة وتأجير" يتيح تزويد أوكرانيا بالعتاد الحربي من دون تكلفة. ويمكن أن تشمل "الإعارة" مواد ذات صلة بأنظمة الدفاع الجوي، وأخرى مضادة للدبابات والسفن؛ فضلاً عن احتياجات الحرب الإلكترونية وأنظمة الدفاع السيبراني.
_ ستواجه روسيا في حال دخولها البري مقاومة شعبية كبيرة داخل أوكرانيا، مع ملاحظة أن الكفاءة القتالية الأوكرانية كانت قد ارتفعت في السنوات الثماني المنصرمة، واستعدادات الجيش الأوكراني للقتال في الظروف المناخية الصعبة صارت أفضل بكثير (عام 2014، استغل الروس الجليد في حربهم ضد أوكرانيا، مما سرع من نصرهم الحاسم في الشرق).
_ تتخوف روسيا من أيجاد بديل عنها في مجال الطاقة بسبب التعطيل المتوقع لتدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا.
_ ستحاول الولايات المتحدة ممارسة الضغط الدبلوماسي على بيلاروسيا كي تحرم روسيا إمكانية استخدام السكك الحديدية وشبكات الطرق في بيلاروسيا، وهذا يهدد بحدوث تحول استراتيجي عند جبهة الشمال الأوكرانية.
_ ستتحول منطقة البحر الأسود (نافذة المياه الدافئة الوحيدة بالنسبة لموسكو) إلى حالة من اللاستقرار طويل الأمد.
خيارات موسكو المتدرجة:
قد تقوم روسيا بعمل عسكري محدود في مناطق جنوب وجنوب شرق أوكرانيا، إلى جانب ضربات جوية وصاروخية مكثفة على العاصمة كييف. ولتحقيق هذا الهدف، يمكننا تصور مسار طويل من "كرة النار المتدحرجة" والتي قد يطلقها الروس، كسلسلة مناورات ضمن حدود "المسموح به سياسياً" أو المحتمل استيعابه غربياً من خلال:
_ افتعال هجمات سيبيرية ضد المراكز والمقرات العسكرية والحكومية في كييف، لزيادة الضغط على الحكومة الأوكرانية.
_ التلاعب بموازين انتشار القطع العسكرية في المناطق الآمنة على حدود مقاطعتي دونتيسك ولوغانسك (إدخال مدفعية من عيار 100 ملم أو ما يزيد، أو أنظمة راجمات الصواريخ "تورنادو - إس"، "أوراغان"، و"سمرتش"، أو حتى أنظمة الصواريخ التكتيكية "توشكا") على حزام الـ 50 - 70 كلم العازلة في المقاطعتين.
_ بدء القوات الروسية بالدخول العلني إلى دونيتسك ولوغانسك (مع بداية "راسبوتيتسا" أو ذوبان الجليد)، في محاولة روسية للتحرك تحت سقف اتفاقية مينسك 2015.
_ وأخيراً، شن روسيا حملة جوية وصاروخية تشمل كامل مساحة أوكرانيا بالتزامن مع تنفيذ توغلات عسكرية برية محدودة شمال وغرب دونباس وشبه جزيرة القرم، وصولاً حتى نهر الدنيبر.
Related Posts
صحيفة الخندق