Ar Last Edition
Ar Last Edition

Download Our App

حتى نهاية عام 2023، تكون الولايات المتحدة قد قدّمت لـ"إسرائيل" قرابة الـ159 مليار دولار دون احتساب معدل التضخم، وفي حال احتساب معدل التضخم فإنها تصل إلى 260 مليار دولار، بحسب دراسة صادرة عن مركز خدمة أبحاث الكونغرس، ما يجعل إسرائيل أكبر متلق تراكمي للمساعدات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية

هيئة التحرير

انتشال الغريق أو دعم أميركا العسكري لإسرائيل

حتى نهاية عام 2023، تكون الولايات المتحدة قد قدّمت لـ"إسرائيل" قرابة الـ159 مليار دولار دون احتساب معدل التضخم، وفي حال احتساب معدل التضخم فإنها تصل إلى 260 مليار دولار، بحسب دراسة صادرة عن مركز خدمة أبحاث الكونغرس، ما يجعل "إسرائيل" أكبر متلق تراكمي للمساعدات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.ا

وتأتي المساعدات الأميركية لـ"إسرائيل" في شكل مُنح. إذ تتلقى "إسرائيل" قرابة الـ3.3 مليار دولار سنوياً من برنامج التمويل العسكري الأجنبي الأميركي (FMF). كما أنها تحصل على 500 مليون دولار لتمويل الأبحاث المشتركة لتطوير أنظمة الدفاع الصاروخي.ا

ضمان التفوق العسكري الإسرائيلي:ا

ضمن رؤية الولايات المتحدة الملتزمة بالتفوق العسكري الإسرائيلي منذ حرب عام 1973، صاغ الكونغرس عام 1977 بنداً يشير إلى "أنه لا ينبغي لمبيعات الأسلحة الأميركية لدول الشرق الأوسط أن تضعف قوة الردع الإسرائيلية أو تقوض التوازن العسكري في الشرق الأوسط".وأنه ينبغي لـ"إسرائيل" أن تعتمدعلى معدات وتدريب أفضل تعويضاً عن كونها أصغر حجماً وأقل عدد سكانياً من خصومها المحتملين. الأمر الذي سمح للوبي اليهودي بالضغط من أجل تحقيق أعلى نسبة من المكتسبات لـ"إسرائيل". وتطبيقا للمفهوم المذكور، منحت الإدارة الأميركية "إسرائيل" 50 طائرة من طراز إف – 35، بتمويل كامل من الأولى، وهو ما يتيح لها ضرب أهداف دون الحاجة للتزود بالوقود، في دائرة تشمل سوريا والعراق ولبنان والأردن ومصر وتركيا والسعودية. كما​​ وافقت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2013 على بيع تل أبيب طائرات متطورة للتزود بالوقود من طراز KC-13، وهو ما جعل إسرائيل الدولة الأجنبية الثانية في العالم التي وافقت واشنطن على بيعها تلك الطائرة بعد اليابان. وقد دخلت الصفقة حيز التنفيذ في آب عام 2022 مع توقيع شركة بوينغ الأميركية و"إسرائيل" عقداً لشراء 4 طائرات من طراز KC-46A بقيمة 927 مليون دولار، على أن تُسلم في 2026.ا

وعلى النحو نفسه، قدمت الولايات المتحدة منذ 2011 حتى مطلع 2023 نحو 3 مليار دولار لإسرائيل لشراء بطاريات وصواريخ القبة الحديدية، كما قدمت منذ 2006 نحو 2.4 مليار دولار لتطوير نظام "مقلاع داود" للدفاع الصاروخي، و4.5 مليار دولار لتطوير منظومة "السهم- أرو" للدفاع الصاروخي.ا

وقد ساعدت تلك المليارات شركات الأسلحة الإسرائيلية على تمويل عمليات البحث والتطوير والتصنيع، مما أتاح لشركات مثل "الصناعات الجوية الإسرائيلية"، ورافائيل، وإلبيت سيستمز، تصدير نحو 70% من إنتاجها حسب كتاب "صناعة الدفاع الإسرائيلية والمساعدات الأمنية الأميركية" الصادر عن معهد الأمن القومي الإسرائيلي، بينما تأتي الهند وأذربيجان وفيتنام ضمن أكبر 3 أسواق لصادرات السلاح الإسرائيلية.ا

من هنا، تأتي حزمة المساعدات الأميركية المقرّة بعد معركة طوفان الأقصى، والتي يبلغ قيمتها 14.3 مليار دولار، كاستمرار لسياسات واشنطن الساعية لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي بالمنطقة.ا

مذكرات التفاهم:ا

منذ 1999، تحَدَّد المساعدات الأميركية لـ"إسرائيل" ضمن مذكرات تفاهم بينهما لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد. ومذكرات التفاهم هذه ليست اتفاقيات ملزمة كالمعاهدات، إذ لا تتطلب تصديقاً من مجلس الشيوخ، كما تتيح للكونغرس تقديم مخصصات تكميلية، بل وتتيح -أيضاً- في ظروف استثنائية تقديم حزم مساعدات إضافية، كما في الحزمة الأخيرة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.ا

تعود مذكرة التفاهم الأولى الخاصة بالمساعدات الأميركية لـ"إسرائيل" إلى الفترة الممتدة من عام 1999 إلى عام 2008، وتبلغ قيمتها 21.3 مليار دولار، ثم 30 مليار دولار بين عامي 2009 و2018.ا

أما آخر تلك المذكرات، فكانت عام 2016، عندما تعهّدت واشنطن بتقديم 33 مليار دولار ضمن برنامج التمويل العسكري الأجنبي، و5 مليارات دولار في تمويل الدفاع الصاروخي للسنوات المالية 2019 - 2028، وهو أكبر إجمالي في تاريخ مذكرات التفاهم هذه إذ يشكل 59% من مجمل ميزانية التمويل العسكري الأجنبي المطلوبة من الولايات المتحدة، بالرغم من أن "إسرائيل" تحتل وفقاً للبنك الدولي المرتبة 29 من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، متقدمة على المملكة المتحدة ونيوزيلندا وفرنسا واليابان (ومع ذلك، تجدر الإشارة أن مذكرة التفاهم هذه تلغي تدريجياً إعفاء (OSP) الذي يسمح لإسرائيل باستخدام نسبة من التمويل العسكري الأجنبي في صناعة الأسلحة المحلية، إذ يتعين على جميع الدول الأخرى التي تتلقى التمويل العسكري أن تنفقه على الأسلحة الأميركية فقط).ا

وعلى الرغم من أن البلدين اتفقا في مذكرة التفاهم على عدم السعي إلى إجراء تغييرات على المبالغ المحددة من التمويل العسكري الأجنبي وأموال الدفاع الصاروخي، إلا أن الكونجرس حرص على جعل هذه المستويات من المساعدة غير المسبوقة لـ"إسرائيل" حداً أدنى لما ينبغي أن يُقدّم. ففي قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2021، سمح الكونجرس بما لا يقل عن 3.3 مليار دولار سنوياً كتمويل عسكري لـ"إسرائيل"، ما يمنحها المرونة لتخصيص أموال تتجاوز تلك المتفق عليها في مذكرة التفاهم.[1]ا

تعاون شركات السلاح الأميركية مع "إسرائيل":ا 

ل- شركة لوكهيد مارتين (Lockheed Martin)ا

تُعتبر شركة لوكهيد مارتن أكبر شركة مقاولات دفاعية في العالم من حيث حجم المبيعات. وقد أعلنت الشركة في نيسان/ أبريل من العام 2014 أنها ستشكل شراكة تكنولوجية جديدة من خلال فرعها المزمع إقامته في "إسرائيل". تم تسجيل الشركة التابعة الإسرائيلية المعروفة باسم Lockheed Martin Israel Ltd لدى هيئة الشركات الإسرائيلية في آب من العام 2014، لتكون مختصة أولاً بقضايا الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات وتحليلات البيانات والتخزين السحابي. بالإضافة إلى هذا التعاون، باعت لوكهيد مارتن معدات عسكرية لـ"إسرائيل" بما في ذلك الطائرة المقاتلة F-35 Joint Strike وطائرة النقل العسكرية C130J. وتتمتع شركة لوكهيد مارتن بحضور فعال في "إسرائيل" منذ أكثر من 20 عاماً.ا

تعمل لوكهيد مارتن على إنشاء مجموعة التكنولوجيا الجديدة للجيش الإسرائيلي بالقرب من بئر السبع والذي يُعدّ بمثابة "وادي السيليكون" لإسرائيل وللمنطقة بأكملها. ووفقا لمسؤولي الشركة الأميركية، فإن الاستثمار في "إسرائيل" يدل على التزام الشركة بدعم "قوات الدفاع الإسرائيلية".ا

كما عززت شركة لوكهيد مارتن علاقاتها مع إسرائيل في 6 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2014، بتوقيعها صفقة طويلة الأمد مع شركة يسوم لتطوير الأبحاث الإسرائيلية، والأخيرة شركة تابعة للجامعة العبرية في القدس، تأسست عام 1964، وكُلفت بتسويق الأفكار والابتكار والتكنولوجيا في الجامعة. شهدت الصفقة رعاية الشركتين لأبحاث مشتركة في الجامعة العبرية تتعلق بالعلوم الكمومية والكيمياء. وبموجب الاتفاقية، تم منح شركة لوكهيد مارتن التراخيص الحصرية لشراء أي اختراع أو منتج ناتج عن الشراكة.ا

وقد أبرمت شركة صناعة الطائرات الإسرائيلية صفقة مع شركة لوكهيد مارتن عام 2014 لإنتاج 811 زوجاً من أجنحة الطائرات في "إسرائيل"، وبدأ هذا الإنتاج في نوفمبر 2014. وهو العام نفسه الذي وقعت فيه "إسرائيل" عقد شراء السرب الأول من طائرات F-35 فخر صناعات لوكهيد مارتن (وصل السرب الأول من هذه الطائرة إلى "إسرائيل" في 13 كانون الثاني/ ديسمبر 2016، ومن بعده وصلت ثلاث طائرات أخرى في 24 أبريل 2017. ثم سرب ثان عام 2019).[2]ا

ل- شركة رايثيون (Raytheon Technologies Corp.)ا

تقوم شركة رايثون تكنولوجيز كورب (Raytheon Technologies Corp) بتصميم وتصنيع وبيع الأسلحة والمعدات العسكرية بما في ذلك الطائرات المقاتلة وإلكترونيات الطيران والصواريخ والقنابل ومركبات القتال في ساحة المعركة وأنظمة الأمن السيبراني. والشركة كان قد تم تأسيسها عام 2020 بعد اندماج شركة رايثون (Raytheon) وشركة يونايتد تكنولوجيز كوربورايشن (United Technologies Corporation) ما جعلها ثاني أكبر شركة عسكرية في العالم، حيث بلغت إيراداتها عام 2022، 64.4 مليار دولار. ومن بين الشركات التابعة لها شركة كولين أير سبايس سيستمز (Collins Aerospace Systems) وشركة تصنيع محركات الطائرات برات أند ويتني (Pratt & Whitney).ا

تزوّد شركة رايثيون "إسرائيل" بمجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والقنابل المختلفة. كما تم دمج تقنيات رايثيون أيضاً في أنظمة الطائرات المقاتلة والطائرات العسكرية بدون طيار والسفن الحربية. وغالباً ما يتم تقديم هذه الأسلحة إلى "إسرائيل" من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي التابع للحكومة الأمريكية.ا

يستخدم جيش الإحتلال الإسرائيلي ضد غزة، اليوم، قنابل GBU-28 الخارقة للتحصينات وقنابل بيفواي الموجهة بالليزر، بالإضافة إلى صواريخ جو – أرض/ AGM-65 Maverick، وصواريخ AIM-9X، وصواريخ AIM –120،صواريخ سايدويندر. وقد زودت شركة رايثيون الحكومة الإسرائيلية بما لا يقل عن 150 قنبلة GBU-28 بين عامي 2006 و2009، و1200 قنبلة بيفواي بين عامي 2004 و2015، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).ا

كما زودت رايثيون الحكومة الإسرائيلية بما لا يقل عن 8188 صاروخ TOW، و1,360 صاروخ AGM-65 Maverick، و4842 صاروخ Sidewinder، و154 صاروخ AIM-120 AMRAAM، وفقاً لمعهد ستوكهولم لدراسات السلام (SIPRI). وفي كانون الثاني/ ديسمبر 2018، قدمت شركة رايثيون للإسرائيليين صواريخ AIM- 9X.ا

توفر شركة رايثون كذلك أنظمة الأسلحة وخدمات الصيانة لأسطول الطائرات المقاتلة من طراز F-15، وF-16، وF-35، التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية. على سبيل المثال، قدمت الشركة وشركتها التابعة برات آند ويتني محركات F-15، وF-16، ورادارات APG- 82(V)1. وحتى عام 2030، ستزود شركة برات آند ويتني إسرائيل بفرق وأنظمة تصليح طائرات F-15 وF-16.ا

لدى شركة كولينز آيرسبايس (Collins Aerospace) التابعة لشركة رايثون، مشروع مشترك مع شركة إلبيت سيستمز (Elbit Systems) الإسرائيلية، تقوم من خلاله بتطوير أنظمة العرض للطائرة F-35. بالإضافة إلى ذلك، تقوم Raytheon بتسويق صواريخ AMRAAM، وAIM-9X Sidewinder، لاستخدامها في طائرات F-35.ا

تقوم شركة برات آند ويتني (Pratt & Whitney)بتصنيع محركات لثماني طائرات أخرى على الأقل تشغلها القوات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك اثنتين من الطائرات بدون طيار تابعة لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، وهما إيتان (المعروفة أيضًا باسم هيرون تي بي) وشوفال. فيما تستخدم "إسرائيل" هذه الطائرات في الغارات الجوية والمراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية وتحديد الأهداف.ا

تقدم شركة رايثون كذلك نظام فالانكس (Phalanx) - وهو مدفع سريع النيران وموجه بالرادار - على سفن ساعر التابعة للبحرية الإسرائيلية، والتي تستخدم لفرض الحصار البحري الإسرائيلي غير القانوني على قطاع غزة.[3]ا

ل- شركة نورثروب جرومان (Northrop Grumman Corp.)ا

تقوم شركة نورثروب جرومان بتصميم وتصنيع العديد من أنظمة الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والمقذوفات الموجهة، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وأنظمة الطيران العسكري، والذخيرة، وأنظمة الأمن السيبراني، وتقنيات المراقبة. اعتباراً من عام 2022، أصبحت نورثروب رابع أكبر شركة عسكرية في العالم، بإيرادات سنوية تبلغ 31.4 مليار دولار.ا

تلعب نورثروب جرومان دوراً حاسماً في تصنيع وتطوير مكونات الـ"F - 35" التابعة لشركة لوكهيد مارتن، وقد أبرمت اتفاقاً مع إلبيت سيستمز (Elbit Systems) لتوفير مكونات الـ"F – 35I". كما تقوم شركة نورثروب جرومان بتصنيع النظام الحربي ALQ-131، ورادار التحكم في النيران AN/APG-68(V)9.ا

بالإضافة إلى ذلك، قدمت شركة نورثروب جرومان نظام LISA-200 Attitude Heading Reference System (AHRS) للجيش الإسرائيلي المكون من طائرات التدريب المتقدمة M-346. وكان (AHRS) جزءاً من عقد أكبر لتطوير إلكترونيات الطيران التي قدمتها الشركة لبرنامج M-346 الإسرائيلي.[4] بالإضافة إلى رادار التحكم في الحرائق AN/APG-78 Longbow لطائرات الأباتشي مع صواريخ AGM-114L Longbow Hellfire الموجهة بالليزر.ا

ل- شركة بوينغ (Boeing Co.)ا

تُقدم شركة بوينغ الأميركية، وهي متعددة الجنسيات تقوم بتصميم وتصنيع وبيع الطائرات والمروحيات والصواريخ والأقمار الصناعية ومعدات الاتصالات والصواريخ في جميع أنحاء العالم، صواريخ هيلفاير، وقنابل MK-84، وقنابل MK-82، وذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM) التي تحول القنابل إلى قنابل موجهة "ذكية" مزودة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS). (تعمل الشركة على تسريع تسليم ما يصل إلى 1800 مجموعة من المعدات التي تحول القنابل غير الموجهة إلى ذخائر دقيقة التوجيه إلى "إسرائيل"، وفقاً لمساعدين في الكونجرس الأمريكي).ا

تنبع عمليات التسليم السريعة لذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو JDAM، من شركة Boeing إلى الحكومة الإسرائيلية من البيع التجاري المباشر لعام 2021 الذي تبلغ قيمته حوالي 735 مليون دولار. وينص البيع على تسليم هذه الأسلحة على امتداد سنوات عدة، لكن تسريعاً جرى منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر لتسليم هذه الصواريخ. كما زودت الشركة إسرائيل بمروحيات أباتشي AH-64، وطائرات مقاتلة من طراز F-15، وتقوم الشركة بتصنيع أنظمة الصواريخ أرو 2، وأرو 3، وهي أنظمة صواريخ أمريكية إسرائيلية مضادة للصواريخ الباليستية.[5]ا

وهكذا، يستمر الدعم الأميركي لـ"إسرائيل"، فيما تشن تل أبيب حرب إبادة على قطاع غزة، لا بل إن الإدارة الأميركية عجّلت من تسليم "إسرائيل" الكثير من الأسلحة، أملاً في حفظ ماء وجه الجيش الإسرائيلي المهدور تحت أقدام المقاومين في غزة.ا

 

صحيفة الخندق