Ar Last Edition
Ar Last Edition

Download Our App

تعود الأزمة الأوكرانية – الروسية الراهنة، إلى نحو ثلاثين عاماً، وتحديداً عشية انهيار الاتحاد السوفياتي، عندما قدم الغرب وعوداً قاطعة لروسيا بعدم توسع الناتو في شرق أوروبا. وكانت هذه الضمانات سبباً رئيسياً لموافقة غورباتشيف على وحدة ألمانيا، ومنح دول شرق أوروبا استقلالها عن الاتحاد السوفياتي. بيد أن التحركات الغربية منذ تسعينات القرن الماضي تجاوزت مسألة توسع الناتو، وصارت تطال الوجود الروسي في البحر الأسود وإضعاف النفوذ الروسي في البلقان، كما والتمدد في دول آسيا الوسطى والقوقاز.

هيئة التحرير

الأزمة الأوكرانية - الروسية: دبلوماسية التهديد بالحرب

تعود الأزمة الأوكرانية – الروسية الراهنة، إلى نحو ثلاثين عاماً، وتحديداً عشية انهيار الاتحاد السوفياتي، عندما قدم الغرب وعوداً قاطعة لروسيا بعدم توسع الناتو في شرق أوروبا. وكانت هذه الضمانات سبباً رئيساً لموافقة غورباتشيف على وحدة ألمانيا، وعلى منح دول شرق أوروبا استقلالها عن الاتحاد السوفياتي. بيد أن التحركات الغربية منذ تسعينات القرن الماضي تجاوزت مسألة توسع الناتو، وصارت تطال الوجود الروسي في البحر الأسود وإضعاف النفوذ الروسي في البلقان، كما والتمدد في دول آسيا الوسطى والقوقاز.

تعود لإشكالية في وجه من وجوهها إلى الوعود الاقتصادية "الكاذبة" التي وعد بها الغرب روسيا. فالوعود التي قطعها الغرب للتيار "الإصلاحي" في روسيا بالمساعدة في تحديث الصناعة الروسية (وهو الوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي بوش الأب لغورباتشوف عشية توقيع اتفاقية تدمير الأسلحة الكيميائية وعدم إنتاجها في حزيران – يونيو 1990)، سرعان ما تبخرت فور سقوط الاتحاد السوفياتي. ولم ينفذ الغرب أياً من وعوده.

 

ماذا تعني أوكرانيا للروس؟

_        لأوكرانيا حضور كبير في شخصية روسيا وأروقة القرار في موسكو، فهي منطلق ولادة روسيا الأورثوذوكسية، وفي ميناء سيفاستبول الأوكراني اعتنق الأمير فلاديمير الأول الديانة المسيحية الأورثوذوكسية سنة 989.

_        في التراث الأورثوذوكسي، تعتبر كييف ثاني مدينة مقدسة بالنسبة للكنيسة الأورثوذوكسية الروسية من بعد القسطنطينية.

_        بالنسبة للاتحاد السوفياتي، كانت أوكرانيا "قلب الأمة السوفياتية" المطل على المياه الدافئة.

_        تاريخياً شكلت كييف ممراً لواحد من أبرز خطوط التجارة البرية القديمة بين وسط آسيا وأوروبا، كما واعتُبرت منذ أواخر القرن الثامن عشر الحزام الأمني الضروري لروسيا في مواجهة أوروبا، فعبر ممرها السهلي تعرضت دوقية موسكو قديماً للغزو التتاري، ثم الإسلامي. وفي العصر الحديث تعرضت موسكو للغزو النابليوني بداية القرن التاسع عشر، والغزو النازي في القرن العشرين، وفي الحالتين كانت كييف المعبر أو الممر.

_        يبلغ حجم الأوكرانيين من أصول روسية 20% من مجم سكان أوكرانيا. ويتمركزون في شبه جزيرة القرم وثماني مقاطعات شرقية.

_        بعد سقوط الاتحاد السوفياتي باتت روسيا تنظر بقلق كبير إلى ما يُسمى في الأدبيات الدبلوماسية الروسية بـ"متغيرات الخارج القريب"، وكان على رأس هذا "الخارج القريب": أوكرانيا، وبيلاروسيا.

 

"عقيدة بوتين"

بعيد انتخابه رئيساً عام 2000، أضاف بوتين إلى السياسات الاستراتيجية الروسية هدفاً شاملاً هو: "استعادة الأصول الاقتصادية والسياسية والجيوستراتيجية التي خسرتها الدولة السوفيتية في عام 1991". سيُبلور هذا الهدف مع الوقت ما بات يُعرف بـ"عقيدة بوتين". على الصعيد الدولي، عملت "عقيدة بوتين" على تطوير كفاءة روسيا الدبلوماسية بما يحفظ قدرتها على المناورة أمام الولايات المتحدة. على الصعيد المحلي تمثلت "عقيدة بوتين" باستعادة أعلى معدلات النمو للاقتصاد الروسي، وتحقيق أكبر ريع ممكن من صناعات النفط والغاز الطبيعي. سيعمل بوتين طيلة عقدين على إحكام سيطرته على السياسة الوطنية، والنظام القضائي، وشبكات الإعلام الروسية. وبالمثل سيعمل على إحكام قبضته الخارجية على مجموعة ملفات دولية يراها "مفتاح" عودة كرامة روسيا التي أريقت عام 1991.

الانعطافة الكبرى كانت بعيد نجاحه في الانتخابات الرئاسية في آذار من العام 2012، فقد شهدت الدبلوماسية الروسية انعطافة بعدما بدا واضحاً عزم بوتين التخلي عن البراغماتية (السياسة التي وسمت رئاسته في دورتين سابقتين بين عامي 2000 و 2008) وسعيه لاستعادة هيبة ومكانة روسيا دولياً. في هذا السياق، وضع بوتين أهدافاً تتمثل بتعزيز القدرات النووية والفضائية الروسية، وتحقيق الانتشار السريع في البحر الأسود. مستغلاً الثغرات المتكررة في الاستراتيجيات الأمريكية، وحاجة أوروبا للغاز الروسي، إضافة للمشاكل السياسية والأمنية التي تواجه بلدان وسط آسيا والبلقان والشرق الأوسط.

 

"عقيدة بوتين" في استراتيجية الأمن القومي لعام 2015:

تبيّن استراتيجية الأمن القومي لروسيا الصادرة في كانون الأول - ديسمبر 2015 "عقيدة بوتين" الساعية لتحقيق التالي:


     
_        استعادة ثقل الدولة الروسية كقوة عالمية مناظرة للولايات المتحدة، قادرة على فرض إرادتها السياسية والأمنية.

_        ردع الناتو، والحد من الهيمنة العالمية للولايات المتحدة في مناطق المصالح الروسية المتاخمة، من خلال إقامة اتفاقيات ثنائية وشراكات بينية، كل ذلك في سبيل تكبير حجم المناطق العازلة بين روسيا والغرب.

_        استعادة الهيبة الروسية في البحر الأسود، وشرق أوروبا، والبلطيق، أو ما يُعرف بـ"الخارج القريب".

_        كسب أكبر عدد من الحلفاء في الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقرن الإفريقي، بانتزاعهم من الولايات المتحدة وأوروبا.

_        العمل على زيادة قوة روسيا التكنولوجية والنووية والدبلوماسية والاقتصادية، مع التركيز على تكنولوجيا الفضاء والأمن السيبراني.

_        استمرار روسيا في مد الغاز لأوروبا.

ملاحظة: لم تختلف استراتيجية الأمن القومي الروسي المُعدلة لأعوام 2015 - 2020، واستراتيجية الأمن القومي الروسي الصادرة عام 2021، عن استراتيجية 2015 سوى بشأن العداء الصريح تجاه تهديدات محتملة من الولايات المحتملة والناتو.

بالمجمل، تتلخص "عقيدة بوتين" في ثلاث ضرورات جيوستراتيجية هي:

1-      أن تظل روسيا قوة عظمى نووية.

2-      أن تصبح روسيا قوة عظمى في جميع جوانب النشاط الدولي.

3-      أن يكون لروسيا الهيمنة السياسية والعسكرية والاقتصادية على محيطها الإقليمي.

من أجل هذا كله:

-          عمل بوتين، منذ توليه الرئاسة في أيار - مايو سنة 2000، على إيقاف التدهور الروسي، وعلى إعادة بناء الجيش والأسطول البحري، كما ورفع القدرات التكنولوجية للجيش، من خلال رفع موازنات الإنفاق السيبراني.

-          عام 2008، قاد بوتين من موقعه في رئاسة الحكومة آنذاك، عملية عسكرية خاطفة ضد جورجيا، بهدف الحفاظ على أمن المقاطعات الجورجية المنشقة (أوسيتيا وأبخازيا). نجم عن العملية العسكرية تدمير كامل للجيش الجورجي.

-          عام 2010 ساعدت روسيا يانكوفيتش للعودة إلى رئاسة أوكرانيا، لكن خلافاً حول الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أطاح به مجدداً ما أدى إلى فراره إلى موسكو عام 2014 (وعلى إثر فرار يانكوفيتش اتخذ بوتين قراراً بضم القرم والمقاطعات الشرقية في أوكرانيا إلى روسيا، وهو ما حدث عام 2014).

 

التوسع الغربي في "الخارج القريب" الروسي:

عمل الناتو طيلة العقود الثلاثة التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي، على استفزاز روسيا، من خلال إعادة تشكيل القوات المعنية بالدفاع عن أوروبا الغربية، في استراتيجية عُرفت باستراتيجية الدفع إلى الأمام. لم يقتصر نشاط الناتو، والغرب عامة، على ضم دول شرق أوروبا للناتو، بل وعملت الولايات المتحدة على نشر الدرع الصاروخي، ثم الصواريخ المتوسطة المدى، فضلاً عن إعادة تشكيل عقيدة الجيوش التي التحقت بالناتو. وفي ما يلي عرض تاريخي لأبرز الخطوات الاستفزازية الغربية:

_        عام 1999، ضمّ الناتو كلاً من: بولندا، المجر، والتشيك إلى المنظمة، وسط اعتراض روسي.

_        عام 2003، اندلعت ثورة شعبية في جورجيا أطاحت بنظام إدوارد شيفرنادزه الموالي لروسيا. اتهمت موسكو الولايات المتحدة بالوقوف خلف الثورة في جورجيا.

_        عام 2004، اندلعت ثورة في أوكرانيا، أسقطت نظام فيكتور يانكوفيتش، الموالي لروسيا أيضاً. ومرة أخرى، وجَّهت موسكو أصابع الاتهام للولايات المتحدة بالوقوف خلف الثورة الأوكرانية الملونة.

_        عام 2004، قام الناتو بضم سبعة دول من أوروبا الوسطى والشرقية هي: بلغاريا، إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، رومانيا، سلوفاكيا، سلوفينيا.

_        عام 2009، انضمت ألبانيا وكرواتيا إلى الناتو في قمة ستراسبورغ - كيل عام 2009.

_        عام 2019، وقّعت مقدونيا الشمالية بروتوكول الانضمام لتصبح دولة عضواً في الناتو.

_        خلال السنوات العشرين التالية على انهيار الاتحاد السوفيتي، توسع حلف الناتو في كافة دول الاتحاد السوفيتي السابقة في شرق أوروبا، بما في ذلك رومانيا وبلغاريا وبولندا ودول البلطيق الثلاث. ولم يعد هناك من فاصل بين روسيا ودول الناتو الأوروبية سوى أوكرانيا وبيلاروسيا.

 

الأزمة الراهنة:

تعتزم أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو منذ عام 2014. وإذا ما التحقت كييف بالناتو سيتمكن الحلف من نصب صواريخه على مسافة لا تزيد عن 200 كيلومتر من سان بطرسبرغ وهو ما لا يمكن أن تقبل به روسيا. في المقابل تطالب روسيا كييف بالتزام مكتوب بألا تلتحق الأخيرة بالحلف الأطلسي. ويأمل بوتين، أن يؤدي نشر القوات العسكرية الروسية إلى إقناع واشنطن وحلفائها بأن روسيا قادرة على غزو أوكرانيا، وأن يتحركوا جميعاً للاستجابة للمطالب الروسية.

في المقابل تحذر الدول الغربية موسكو من عواقب وخيمة إذا شنَّت حرباً على أوكرانيا. ولا توحي طريقة التعامل الأميركية مع الأزمة بأن إدارة بايدن ستقدم لموسكو أي تعهدات بخصوص علاقة أوكرانيا المستقبلية مع الناتو. عليه، بدأت موسكو ومنذ شهر تشرين الأول - أوكتوبر 2021، بممارسة سياسة حافة الهاوية، ما يزيد الضغط على أوكرانيا وقيادتها، في ظل عدم قدرة كييف على فرض سيطرتها على كامل البلاد. وقد استفادت موسكو من حادثة وقعت في تشرين الأول الماضي عندما استخدمت أوكرانيا طائرات مسيرة (من نوع بيرقدار التركية) لقصف مواقع للمنشقين في إقليم دونباس، ما اعتبرته موسكو انتهاكاً صريحاً لاتفاقية مينسك لوقف إطلاق النار في دونباس. (تم التوقيع على اتفاقات مينسك في شباط - فبراير 2015 في مسعى لوضع حد للنزاع الذي اندلع في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا عام 2014، برعاية "رباعية النورماندي" (روسيا - أوكرانيا - فرنسا - ألمانيا)، قبل أن يتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يدعم هذه الاتفاقية). من جهتها قالت كييف أنها لم تتخذ خطوات هجومية غير أنها ردَّت على مواقع مدفعية استهدفت جنودها.

خلال الأسابيع الماضية، حشدت روسيا عشرات الآلاف من الجنود في ثلاثة محاور حدودية مع أوكرانيا. ومنذ كانون الثاني - يناير 2022، وصل حجم القوات الروسية إلى نحو 67 كتيبة تكتيكية في حالة استعداد قتالي بالقرب من الحدود الأوكرانية، منها عدد 34 كتيبة تم إعادة تمركزها على الحدود كتواجد دائم، وجميعها مما يُعرف بقوات التجمع الاستراتيجي للجيش الثامن، وأسطول البحر الأسود، بالمنطقة العسكرية الجنوبية. فضلاً عن 33 كتيبة إضافية من الجيش العشرين، المتمركز في المنطقة العسكرية الغربية. وقد بلغ الحجم الإجمالي للقوات الروسية المحتشدة تجاه الجبهة الأوكرانية حوالي 136 ألف جندي مقاتل وفني وإداري، يقومون بتنفيذ أنشطة التدريب القتالي بالقرب من الحدود الأوكرانية.

 

مطالب روسيا لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية

_        تعهُّد الغرب بعدم قبول أوكرانيا (أو جورجيا ومولدوفا) كأعضاء في حلف الناتو.

_        انسحاب الناتو من "الخارج القريب" الروسي، أي من دول مثل بولندا ورومانيا وبلغاريا (القريبة من الحدود الروسية) والتي كانت من قبل من ضمن حلف وارسو.

_        قبول كييف الحكم الذاتي لمنطقة دونباس والتخلي عن مطالبتها بشبه جزيرة القرم.

_        الحد من عمليات نشر صواريخ أميركية متوسطة المدى في شرق وجنوب أوروبا.

_        هذا كله سيؤدي إلى إعادة تصميم "البنية الأمنية" في أوروبا، لترسيخ نفوذ روسيا وتوسيع نطاقها الجيوسياسي. وقد قوبلت المطالب الروسية كلها بالرفض.

 

موقف الغرب:

_        حاول الغرب استيعاب روسيا من خلال إنشاء قنوات حوار دبلوماسي ابتدأت مع لقاء الرئيس الأميركي مع نظيره الروسي (عبر الفيديو) مطلع كانون الأول - ديسمبر 2021. ثم لقائي وزيري خارجية الدولتين في 2 كانون الأول - ديسمبر 2021، و10 كانون الثاني - يناير 2022. وعقب اللقاء الثاني بين وزيري الخارجية، أشار لافروف، إلى أن بلاده لم تعد تثق بوعود وتطمينات الغرب. وطالب إدارة بايدن بتقديم رد مكتوب على المطالب الأمنية الروسية.

_        في 26 كانون الثاني – يناير 2022، سلمت الإدارة الأميركية ردها للجانب الروسي. بعيد أيام قليلة لم يُخْفِ الروس خيبة أملهم من الرد الأميركي.

_        يفيد ما رشح من الاتصالات أن الأميركيين أبلغوا الروس بأن غزو أوكرانيا سيواجَه بحزمة عقوبات غير مسبوقة، تعيد روسيا عدة عقود إلى الوراء. وأن الولايات المتحدة على توافق كامل مع أوروبا بهذا الخصوص.  

_        قامت الولايات المتحدة وبريطانيا، بإمداد أوكرانيا بأسلحة دفاعية (بقيمة 2.7 مليار دولار)؛ وبنشر عدة آلاف من الجنود في دول قريبة من أوكرانيا وبيلاروسيا.

 

تقدير الخندق:

تعي موسكو جيداً أن كييف ليست تبليسي، وأن أوكرانيا ليست جورجيا. فلا يمكن شن هجوم قبيل نضوج المناخ السياسي المؤاتي له، لذا تتطلع موسكو لسياسة بمرحلتين:

1-      تجنب غزو أوكرانيا والمحافظة على مناخ من التوتر لأطول فترة ممكنة. سياسة النفس الطويل هذه أكثر فعالية من الحرب نفسها إذ أدت إلى انسحاب كبريات الشركات العالمية من كييف، كما ولتدمير الاقتصاد الأوكراني. تأمل موسكو من هذه السياسة إلى تغيير سلوك النظام الحاكم في كييف لصالح التفاهم مع روسيا.

2-      في حال لم يؤتِ التوتر أكُله، تتطلع روسيا لتوجيه ضربة قاصمة للقوات العسكرية الأوكرانية، دون القيام باجتياح بري (يمكن الاقتصار على عمليات موضعية)، بهدف إنزال وعي بالهزيمة عند القيادة الأوكرانية وفي أروقة السياسة الغربية. وتتوقع روسيا أن تؤدي الضربة إلى الإطاحة بنظام فلاديمير زيلينسكي في كييف، وفتح المجال لمفاوضات روسية - أوكرانية من جهة. وروسية – غربية من جهة أخرى حول وضع أوكرانيا وعلاقتها المستقبلية.

صحيفة الخندق