Ar Last Edition
Ar Last Edition

Download Our App

مع بداية ما أصبح يُعرف بالأزمة اللبنانية، تحديداً بعد ثورة السابع عشر من تشرين، إلى جائحة كورونا وما خلفته من نتائجَ كارثيةٍ على النظام اللبناني ككل، من اقتصادٍ وتربية وتعليم، واستشفاء، شاهد المواطن اللبناني زوال ما كان يصح فيه اسم الـ'life style'" اللبناني."

حسين مالك عبدالله

أسواق البالة:القديم الجديد

"

مع بداية ما أصبح يُعرف بالأزمة اللبنانية، تحديداً بعد ثورة السابع عشر من تشرين، إلى جائحة كورونا وما خلفته من نتائجَ كارثيةٍ على النظام اللبناني ككل، من اقتصادٍ وتربية وتعليم، واستشفاء، شاهد المواطن اللبناني زوال ما كان يصح فيه اسم الـ"life style" اللبناني.

ودع اللبنانيون أسلوب الحياة القائم على التباهي والتنافس في استعراض مظاهر الترف والتفاخر الطبقي إلى مدةٍ يبدو أنها ستطول. وقد انعكس هذا من خلال إغلاق أبواب الكثير من الماركات العالمية والشركات المتعددة الجنسيات.

أدى ذلك إلى محاولة إيجاد الكثير من اللبنانيين بدائل لتلك المنتجات التي فُقدتْ فجأة كالألبسة والأحذية. مما جعل الكثير منهم يتوجه إلى ما يُعرف بأسواق البالة أو الـstock. وهي أسواق تحوي الكثير من منتجات تلك الشركات إنما تُعتبر قديمة نسبياً، إلا أنها تلقى رواجاً متسارعاً خصوصاً بعد إغلاق تلك الشركات وارتفاع الأسعار.

يقول أبو نزار، وهو مالك لإحدى البالات، إن الإقبال على متجره بات ملحوظاً ومتسارعاً في الآونة الأخيرة بسبب انخفاض الأسعار مقارنةً بالمحلات الخارجية. بالإضافة إلى أن المواطن أصبح يشتري ما يستطيع شراءه اليوم ولا يؤجله ليوم آخر، فبسب عدم استقرار سعر صرف الدولار، واحتمال ارتفاعه بين يومٍ وآخر، يشتري الزبون ما يريده اليوم فربما لا يستطيع شراءه غداً.

أما عن أكثر السلع طلباً، فيقول أبو نزار إن الأحذية هي الأكثر طلباً، وعلى وجه الخصوص تلك الرياضية منها. فبعد إغلاق المحلات الأساسية، يتوجه لاعبو كرة القدم إلينا ليشتروا مستلزماتهم التي لا شك أنها أصلية وبسعرٍ لا أقول إنه رخيص، بل أفضل بكثير من ذلك المعروض في المتاجر الكبيرة.

 ويضيف أبو نزار فيما يخص الأسعار، إن أزمة البلد الاقتصادية طالت الفئة الوسطى بالضرر الأكبر، فحين كنا نشتري البضاعة بمبالغ مربحة ونبيعها محافظين على ذلك الربح، أصبحنا اليوم نخفض من طلب البضاعة لأنها بضاعة أوروبية، أي أننا نشتريها بالدولار، وخصوصاً الأحذية الرياضية.

ويبقى السؤال، هل سيتقبل اللبناني واقعه الجديد ويتخلى عن مظاهر الترف التي لا تمثله أصلاً؟ أم أنه سيحافظ على بريستيجه المبتذل وسط أوضاع معيشية حرمت الكثيرين من قوت يمهم؟

"